أسواق وأعمال

«آي صاغة»: ارتفاع أسعار الذهب محليًا وعالميًا وسط تقلبات دولية وتغيّرات في سلوك المستهلك المصري

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس في الأسواق المحلية والعالمية، بدعم من تراجع الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وسط حالة ترقّب لبيانات التضخم الأمريكية المرتقبة.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن سعر الذهب عيار 21 ارتفع بنحو 10 جنيهات مقارنة بإغلاق أمس ليسجل 4530 جنيهًا، فيما قفز سعر الأوقية عالميًا بنحو 37 دولارًا ليصل إلى 3308 دولارات.

وأضاف أن باقي الأعيرة شهدت أيضًا ارتفاعات، حيث سجل عيار 24 نحو 5177 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3883 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3020 جنيهًا، بينما سجل الجنيه الذهب 36240 جنيهًا.

وأشار إلى أن الذهب كان قد تراجع أمس بمقدار 45 جنيهًا للجرام رغم صعود طفيف في الأوقية، ليهبط عيار 21 من 4565 إلى 4520 جنيهًا، في حين تحركت الأوقية من 3271 إلى 3325 دولارًا.

قرارات الفيدرالي الأمريكي تعيد تشكيل السوق

أوضح إمبابي أن هذه التحركات جاءت بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت أسعار الفائدة عند مستوى 4.25%-4.50%، ما تسبب في موجة بيع قوية في الأسواق الدولية، خاصة مع الإشارات المتضاربة من لجنة السياسة النقدية حول توقيت خفض الفائدة المرتقب.

وتابع أن الانقسام داخل اللجنة، وتباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي، يعززان التوقعات بإجراء خفض مزدوج للفائدة في 2025، من المرجّح أن يبدأ في سبتمبر، ما يدعم ارتفاع الذهب كأصل تحوّطي في مواجهة التضخم وعدم اليقين الاقتصادي.

إجراءات ترامب تدفع المستثمرين نحو الذهب

في سياق آخر، ساهمت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة فرض رسوم جمركية على واردات من دول عدة، أبرزها كوريا الجنوبية والبرازيل والهند، في زيادة الطلب العالمي على الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا وسط تصاعد التوترات التجارية.

تحولات في سلوك المستهلك المصري

على الصعيد المحلي، كشفت بيانات مجلس الذهب العالمي للربع الثاني من عام 2025 عن تغيرات ملموسة في سلوك المستهلك المصري تجاه الذهب، سواء في المشغولات التقليدية أو أدوات الاستثمار المباشر.

وقال إمبابي إن مشتريات المشغولات الذهبية تراجعت بنسبة 17% على أساس سنوي، لتسجل 5.7 طن، مقابل 6.4 طن في الربع الأول من العام، نتيجة ضعف القدرة الشرائية واستمرار تقلبات الأسعار العالمية، وهو ما دفع المستهلكين لتأجيل الشراء أو البيع بهدف تحقيق مكاسب سعرية.

وأشار إلى أن الاستثمار في السبائك والعملات انخفض بنسبة 23% مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي، ليسجل 5.9 طن، إلا أنه ارتفع عن الربع الأول من 2025 الذي بلغ 4.7 طن، ما يعكس عودة تدريجية للذهب كوسيلة تحوّط قصيرة ومتوسطة الأجل.

المستهلك المصري أكثر وعيًا وتحليلًا للسوق

وأكد إمبابي أن المستهلك المصري بات أكثر وعيًا بتحركات السوق، ويعتمد في قراراته على حسابات دقيقة تتعلق بالبيع والشراء حسب الظروف الاقتصادية، موضحًا أن الذهب لم يعد يُشترى فقط كادخار طويل الأجل، بل أصبح أداة ديناميكية لإدارة المخاطر.

وتوقّع استمرار الحذر في الطلب على المشغولات خلال الفترة المقبلة، مع احتمال تعافي جزئي في مبيعات السبائك والعملات، حال استمرار الأسعار في الصعود أو الثبات عند مستويات مرتفعة.

واختتم إمبابي تصريحاته بالتأكيد على أن الذهب سيبقى حاضرًا في الثقافة الاستثمارية للمصريين، لكن طريقة استخدامه شهدت تطورًا ملحوظًا يعكس التغيّرات في الواقع الاقتصادي وسلوك المستهلكين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى