منح المجلس القومي لحقوق الإنسان، جائزة التميز للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، التي تسلمتها عنه نجلته، تكريما لاسم والدها الراحل ومسيرته وأعماله.
وقال السفير فهمي فايد، أمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان، خلال حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامي المتميز في مجال حقوق الإنسان لعام 2024، إن “عكاشة” ظل طيلة حياته مختلطًا بالناس، مرتبطاً بالمجتمع، واضعاً الماضي نصب عينيه حتى يتمكن من فهم الحاضر، والتعامل مع المستقبل؛ لذا جاءت أغلب أعماله من الناس وعنهم ولهم.
وأضاف “فايد”: “حكى أسامة أنور عكاشة قصص الناس وحكاياتهم اليومية، فجاءت أعماله مرآة عاكسة لهمومهم وآمالهم وحقوقهم، دقت “الراية البيضاء” جرس الإنذار، حذرت رائعته من صراع المال والمبادئ، والجهل والعلم، ونفوذ الثراء وقوة الأصول، والقيم والظلم والحق”.
وتابع أمين عام المجلس القومي لحقوق الإنسان: “أرخ للتاريخ الحديث للمصريين في “ليالي الحلمية”، والصراع بين البشوات والطبقات الشعبية وحقوق كل منهما، ووثق في “زيزينيا” انصهار الجنسيات والثقافات المختلفة في مصر في تناغم تام، وبحث عن “الهوية المصرية” في “أرابيسك”.
وواصل: “رصد النفس الإنسانية وتناقضاتها في “الشهد والدموع، وسار مع “دون كيشوت” المصري الباحث عن المثالية في عالم أبعد ما يكون عنها في “رحلة أبو العلا البشري”، واستعرض معركة الحق في مجتمع التبست قيمه ومبادئه في “ضمير أبلة حكمت”.
واستطرد: “أعمال أسامة أنور عكاشة توالت لتلقي ضوءًا يساعد على فهم الصراعات النفسية والاحتقانات الاجتماعية، وحروب القيم والمبادئ، كل ذلك بسلاسة وكياسة ويسر، ولم يخدش حياء يوماً، أو يضحي بقيمة أو إبداع في سبيل الشهرة والنجومية، فجاءته الشهرة، وتمكنت منه النجومية في كل بيت مصري وعربي، إنها نجومية القيمة والمبدأ والأصالة، قيمة الإنسان في زمن صعب، وقيمة المجتمع في نظام عالمي قاس”.
واختتم: “اليوم يكرم المجلس القومي لحقوق الإنسان مَن وضع الإنسان نُصب عينيه وقلبه وعقله وقلمه في كل عمل كتبه، لم يكن أسامة أنور عكاشة مبدع الغلابة، أو كاتب الفقراء، بل كان مبدع الجميع وكاتب كل العصور”، مضيفا: “تحية خالصة إلى اسم ومسيرة وأعمال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي نحتفي أيضاً بمرور 14 عاماً على رحيله مع بقاء أعماله وأفكاره وإبداعاته لتثري حياتنا وقيمنا وأفكارنا”.