منوعات

محمد عطية يكتب : شخصيات سامة!

لا تشتم، لا تستعطف، لا تدافع عن نفسك، وبالتأكيد تجاهل وابتعد ..قاعدة ذهبية من 5 أفعال تعلمتها أنا وآخرون -حكوا لي تجاربهم- خلال تجرعنا الحظ العاثر الذي قادنا للوقوع في شرك كائن سام سواء نرجسي أو سيكوباتي أو غيره.

اتفق الكل أن أصحاب اضطراب الشخصية النرجسية من أذكى الكائنات في قارات العالم الست ولو كان الإله قد خلق قارات أخرى خلاف المعلومة لكان النرجسي أكثرهم ذكاءا كذلك. ولماذا الاستطرادات والإطالة في الكلمات. هيا بنا نمر بعدد من قصص المعاناة :

سيدة الجنون المطبق..روحية نبيل

ينمو في قلبها دائما الهاجس أن حارس العقار الذي يقع مشروعها -دار الفردوس لتعليم البيانو والكمان وآلات أخرى- في الدور الثاني منه هو الشيطان مجسدا وأنه يشن ضدها حملة تشويه سمعة عبر إبعاد أي شخص يحاول الالتحاق بالكورسات الموسيقية التي تقدمها هي وزملاؤها باختلاق أكاذيب عن المكان وسوء المعاملة به وأنه ليس أكثر من “عملية نصب كبرى على الزبائن” أو “مصيدة لتجارة العملة وسرقة الأعضاء”.

قالت لي يوما: “أنا واثقة تمام الثقة يا عبيد -وهو اسمي بالمناسبة- من اللي بقولهولك، البواب دا ابن و…وأول ما بيجي واحد أو واحدة عاوزين يتعلموا بيطفشهم، ما تعرفش بقى بيقولهم اننا إيه وبنعمل ايه. أكيد بيطلعنا شرا….. أو حرامية الله أعلم. أنا بصراحة زهقت .”

في ظل عدم تصديقي وتيقني أنها مجرد إنسان بائس مريض يهذي لفرط اضطرابها النرجسي وفي ظل هزات رأسي المصادقة على خيالاتها فقط لإراحتها وليست موافقة مني على ما تزعم، أقول إزاء رد فعلي هذا الذي اعتبرته أقل مما يجب أن يكون وأضعف مما لا بد أن يريحها قررت بعد دقائق:”عاوزاك تروح هناك.. هتعمل انك واحد غريب عاوز يجي يلتحق بالكورسات..شوف هيقولك إيه -تقصد عنتر البواب وهذا اسمه بالمناسبة أيضا- وتيجي ترصلي كل كلمة قالها لك بالحنتوفة، لا تزود ولا تنقص”

 

لم أكن لأرتضي لنفسي هذا الدور، لكن من قال إن الإنسان يخلو من زكائب التناقضات في داخله، بعض من شقاوة صبيانية لا زالت تعبث بفؤادي زينت “المغامرة” لي, لماذا لا أفعل وماذا سأخسر؟. بعض من شيطنة وسوء نية احتفظ بهما في جيب حلقومي همسا لي: ولماذا لا تكون هي -أي روحية- على حق؟!!.
“غريب اسمها.. روحية .إزاي روحية وميتة على الدنيا وخايفة من الناس وعلى الماديات اوي كده!!!..تناقض بشري فج”. ذهبت.

أتقنت الدور جيدا، سواء عبر حفظ النص الشفوي -استغرق الأمر 10 محطات مترو وكان الوقت متاحا للحفظ والترديد بينما أعين الركاب تنتبه لما أفعل- الذي سأؤديه وأسكبه بأذني حارس العقار، أو في التنفيذ . نجحت البروفات وتبين لي أن عنتر لم يكن أكثر من قروي برئ أساءت سيدة من الشرائح العليا للطبقة الوسطى فهمه وحملته دون ذنب أو جريرة كل المسؤولية عن جرائم القرنين الماضيين وعلى رأسها اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق النمساوي فرانز فرديناند وزوجته أثناء زيارتهما لمدينة سرايفو، الشرارة التي أطلقت لهيب الحرب العالمية الثانية.

صارحتها بما قاله الرجل، أبلغتها أنه لم يقل إلا مدحًا في المكان وأخلاق المدرسين والمعلمات وجودة الآلات الوترية والإيقاعية والنفخية التي تتجلى من خلال النغمات السارية عبر النوافذ وتصل للمناور والشارع الرئيسي والشوارع الخلفية ويطرب لها السائرون المقتربون من المبنى. لم تقتنع. “ديل الكلب عمره ما ينعدل” وكيف لها ان تقتنع وهي الراغبة في أن تسمع صدى فحيح الأبالسة اللاعبين في رئتيها.

ردت: “سيبك من الشكر في وفي المعهد وفي المدرسين. ملاحظتش يا عوبد إنك لما سألته الدراسة جوه إيه؟ قالك: أنا معرفش اللي بيحصل جوه”

أخطأت أنا، وهذا أكبر خطأ، أن تحاول التذاكي على النرجسي المريض، انبريت للدفاع عن عم عنتر: “لأ هو مقالش كده بس. كده انتي بتقتطعي من السياق. الراجل قال: (أنا معرفش اللي بيحصل جوه؟ لكن مشفتش حد بيشتكي ولا بيتخانق بالعكس سمعت ناس كتير مبسوطة بالدراسة وهي نازلة على السلم أو طالعة عليه، اللي جاي واللي ماشي، اللي عنده حصة أو اللي مروح) ليه يا صديقتي تقتطعي وتظلمي الراجل!!!”.
“ليه يا صديقتي تقتطعي وتظلمي الراجل”… كانت الجملة الأخيرة لي قبل مقاطعتها لي عاما كاملا. لا داعي لأن أحكي لكم عن كم الاتهامات التي بصقتها على رأسي حينما أحست -وفقا لمنظومتها العقلية الموبوءة- أنني قد عقدت اتفاقا سريا بالدماء أو بالحبر السري الكولومبي مع عنتر البواب ضدها وأنني لا شك ضالع معه منذ البدء في حملة إقصاء العملاء والزبائن عن مدرستها لتعليم العزف، ومن ثم تجفيف وإفلاس أحد مواردها المالية.

مصمصت شفتاي كما يفعل أي مصري اندهاشا من عقليات كتلك وقررت ألا اقتراب مجددا مشفقا في الوقت نفسه على نفس تجد في نار الشكوك دفئا وفي براكين المشاكل هناء.. لكن ورغم عزمي هذا كان القدر يدخر لي قصة أخرى مع كائن نرجسي آخر. ربما أراد لي الله تحصيل مزيد من المعرفة عن كائنات الشقاء هذه. أقول ربما.

تحديث: علمت لاحقا أن روحية تحالفت مع حارس العقار المدعو عنتر أبو ليلة ضد معلم ألة الكونترباص -حاصل على دكتوراه في موسيقى باخ ويتحدث 5 لغات حية- مفترضة مسبقا أنه يقوم بعمليات تهريب لخزين مطبخ المعهد -من سكر ودقيق وينسون وزيت برافين (لا أعرف لماذا تحتفظ روحية بزيت برافين في مدرسة للموسيقى- وخلافه مخفيا تلك المهربات داخل جسم الألة وهو ما يعود عليه بالربح الوفير، حيث أنه تعاقد مع سيدة أربعينية تختبأ بإحدى الخرابات في حي القلعة على بيعها كل ما تصل إليه يده من مواد تموينية وغذائية.

أؤمن بشدة أن تلك الهواجس دخلت إلى خلايا روحية نبيل ومراكز البله في جهازها العصبي بعد مشاهدة سريعة لفيلم من أفلام سينما المقاولات -العائدة لسنوات السبعينيات- التي تعشقها، وأنها لم تشرع في عقد هذا التحالف مع رجل كان لوقت قريب خصمها الأكبر -البواب- إلا لأنها شعرت بضيق من هدوء الحياة وخلوها من “الخناقات” ومعارك الشتائم والتلويحات البذيئة بالأيدي والأصابع والنبر على حرف الخاء لمدد زمنية قد تصل لربع دقيقة. سيدة تشعر بالاختناق من فرط الأكسجين. امرأة تفتقد ثاني أكسيد الكربون في حياتها. حسنا لتشعل العالم بالحرائق. إنجوي.

تحديت (2).. رفع السيد الدكتور أحمد أبو الوفا مدرس ألة الكونترباص بالمعهد دعوى قضائية على السيدة الفاضلة روحية عبد السلام نبيل بعد اكتشافه إرسالها عنتر أبو ليلة المسؤول عن الحراسة بالعقار محل المعهد الفنى المملوك للسيدة أعلاه لمراقبته والتسلل لشقته، وبعد تفاجؤه بالمذكور عنتر وهو يعبث في جيوب معاطفه وثيابه الداخليه بدولاب الملابس في غرفة نومه. وجهت إلى المذكور لائحة اتهامات من بينها اقتحام منزل والشروع في السرقة. اعترف المتهم أنه مرسل من قبل السيدة روحية. في انتظار كلمة القضاء.

اقرأ أيضًا : محمد عطية يكتب : مدرسة نعناعة!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى