قال المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن مشكلة المجتمع المصري تتمثل في ارتفاع استهلاك الطاقة بشكل كبير مقارنة بإنتاجيته المنخفضة.
وأوضح خلال تصريحات لبرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر شاشة «صدى البلد» مساء السبت، أن استهلاك الطاقة لكل دولار إنتاج في مصر يعادل 24 مليون وحدة حرارية، بينما يبلغ هذا الرقم في دول مثل ألمانيا وإيطاليا وإنجلترا بين 4 و 6 ملايين وحدة حرارية فقط.
ورأى أن هذه الفجوة الكبيرة في استهلاك الطاقة تعكس وجود خلل في منظومة استهلاك الطاقة في مصر، قائلا: «من غير المعقول وأنا شخص بعيش في دولة نامية أكون بستهلك 6 أضعاف استهلاك المواطن الأوربي».
ولفت الانتباه إلى عدد من الممارسات الخاطئة للمواطن المصري التي تهدر الطاقة، قائلا: «ترك الأنوار مضاءة، وغياب توقيتات إغلاق إلزامية للمحال التجارية، والسيارات التي تسير في الشوارع بشخص واحد وشخصين، وقطع مسافات كبيرة علشان حد يروح يشرب شيشة من مكان لمكان ثان، كل هذه مشاكل معظمهما موروث ثقافي ونمط حياتنا».
وحذر من «الخطورة البالغة» للاعتماد على مصدر طاقة واحد، مشيرًا إلى أن مصر تعتمد على البترول والغاز في توليد الطاقة بنسبة تتجاوز 93%، وبنسبة أكثر 91% في توليد الكهرباء، مؤكدا أن هذا الاعتماد المفرط يشكل «خطورة كبيرة».
وضرب مثالا بأزمة الطاقة التي تجنبتها أوروبا بعد الحرب الروسية، قائلا «لو كانت أوروبا تعتمد على الغاز فقط بعد قطع روسيا لإمداداتها، لكانت القارة بأكملها غارقة في الظلام الآن»، موضحا أن العالم بات يتجه نحو تنويع مصادر الطاقة، بالاعتماد على الفحم والبترول بنسبة 35% لكل منهما، والطاقة النووية والمتجددة بنسبة 15% لكل منهما.