
أقامت شركة تمويل للتمويل العقاري احتفالية كبرى احتفاءً بإنجاز مالي غير مسبوق، تمثل في النجاح في إصدار أول صكوك مضاربة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، لتمويل عملية استحواذ استراتيجية ضخمة، بقيمة 5.52 مليار جنيه مصري، في خطوة تُعد علامة فارقة في مسار التمويل الإسلامي والتمويل العقاري بالسوق المصرية.
وجاء هذا الإصدار التاريخي ليعكس ريادة شركة «تمويل» في تبنّي أدوات التمويل المبتكر، حيث تم توجيه حصيلة الصكوك لتمويل استحواذ الشركة على محفظة من الوحدات العقارية تحت الإنشاء، المملوكة للشركة العربية للمشروعات والتطوير العمراني، إحدى شركات مجموعة طلعت مصطفى، بما يعزز محفظة أصول الشركة ويدعم خططها التوسعية خلال المرحلة المقبلة.
الكحكي: الصكوك تأكيد لثقة السوق ومصر مركز إقليمي للابتكار المالي الإسلامي
وفي هذا السياق، صرّح محمد الكحكي، العضو المنتدب لمجموعة تمويل ورئيس الاتحاد المصري للتمويل العقاري، بأن إصدار الصكوك لا يمثل مجرد أداة تمويل جديدة، بل يُعد تأكيدًا على ثقة السوق في جودة الأصول والملاءة المالية للشركة، مشيرًا إلى أن مصر لم تعد فقط سوقًا جاذبة للاستثمار، بل أصبحت مركزًا إقليميًا للابتكار المالي الإسلامي على مستوى الشرق الأوسط.
وأضاف الكحكي أن هذا الإصدار يُعد أول إصدار صكوك في تاريخ مجموعة تمويل، وكذلك أول إصدار صكوك لشركة تمويل عقاري في السوق المصرية، مؤكدًا أن الحصول على تصنيف ائتماني مرتفع (AA-) يعكس قوة المركز المالي للشركة ويدعم استراتيجيتها في تنويع مصادر التمويل عبر أدوات مبتكرة وغير تقليدية.
تناغم مع استراتيجية التوسع وتاريخ ناجح في التوريق
وأشار الكحكي إلى أن هذه الخطوة الاستراتيجية تتكامل مع رؤية المجموعة التوسعية، وتستكمل مسيرة ناجحة تضمنت ثلاثة إصدارات توريق متتالية بإجمالي 5 مليارات جنيه، مع العمل حاليًا على الإصدار الرابع، الذي من المتوقع أن يرفع إجمالي الإصدارات التراكمية إلى أكثر من 7 مليارات جنيه، بما يعكس قوة الطلب على منتجات التمويل العقاري التي تقدمها المجموعة.
وأكد أن هذا الإنجاز يُتوّج جهودًا متواصلة بذلها فريق العمل وشركاء النجاح، مشيرًا إلى أن الاحتفالية تأتي كتعبير عن الالتزام المستمر بريادة السوق المالي المصري وتقديم حلول تمويلية متطورة.
شراكة مؤسسية وتكامل أدوار لإنجاح الإصدار
ووجّه الكحكي الشكر والتقدير إلى جميع الجهات الداعمة التي ساهمت في إنجاح هذا الإصدار، موضحًا أن الإنجاز هو نتاج تعاون مؤسسي متكامل بدأ مع مشروع الطرح الأول للصكوك، بالشراكة مع المطور العقاري مجموعة طلعت مصطفى، وشركة تمويل، وبمشاركة شركة الأهلي فاروس كمستشار لإصدار الصكوك.
كما شارك في إنجاح الإصدار كل من مكتب الدريني وشركاه كمستشار قانوني، وبيكر تيلي كمراقب حسابات، وميريس للتصنيف الائتماني، وآر إس إم مصر كمستشار مالي مستقل، وهو ما أسهم في تعزيز ثقة البنوك والمؤسسات المالية بالاكتتاب في هذه النوعية الجديدة من الصكوك.
وأوضح أن شركة الأهلي فاروس والبنك الأهلي المصري وبنك قناة السويس والبنك العربي الإفريقي الدولي وبنك البركة مصر قاموا بضمان تغطية الاكتتاب في الإصدار، في حين شاركت بنوك أخرى بالاكتتاب، من بينها بنك أبوظبي التجاري، وبنك التنمية الصناعية، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك فيصل، ما يعكس الإقبال القوي من المستثمرين ورغبتهم في تنويع محافظهم الاستثمارية عبر أدوات مالية مبتكرة.
دور رقابي داعم ونمو قوي للتمويل العقاري
وثمّن الكحكي الدور الرقابي الذي تقوم به الهيئة العامة للرقابة المالية في حماية حقوق جميع أطراف السوق وضمان استقراره، مؤكدًا أن هذا الدور يسهم بشكل مباشر في دعم نمو السوق العقاري والتمويلي بصورة مستدامة.
وأشار إلى البيانات الصادرة عن الهيئة، والتي كشفت عن قفزة قوية في نشاط التمويل العقاري خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025، حيث بلغ عدد عقود التمويل نحو 9840 عقدًا بقيمة 25.1 مليار جنيه، مقابل 6543 عقدًا بقيمة 14.1 مليار جنيه خلال الفترة نفسها من عام 2024، بمعدلات نمو بلغت 50.4% في عدد العقود و77.7% في قيمة التمويلات، وهو ما يعكس استمرار الزخم القوي داخل القطاع.
كما وجّه تحية خاصة إلى الهيئة العامة للرقابة المالية بقيادة الدكتور محمد فريد، تقديرًا لدعمها المتواصل للابتكار في سوق التمويل المصري.
«تمويل»: الإصدار علامة فارقة في مسيرة الشركة
ومن جانبه، أكد كريم البطوطي، نائب العضو المنتدب لشركة تمويل، خلال كلمته في الاحتفالية، أن الصفقة لا تُمثل فقط رقمًا ماليًا ضخمًا، بل تعكس الريادة في تبنّي حلول تمويل إسلامي مبتكرة ومعقدة لدعم نمو القطاع العقاري، مشيرًا إلى أن هذا الإصدار يُعد علامة فارقة في مسيرة «تمويل» ويعزز مكانتها كلاعب رئيسي في السوق.
وأشاد البطوطي بالتعاون المثمر مع شركة الأهلي فاروس وباقي المستشارين، مؤكدًا أن الإقبال على تغطية الصكوك يعكس ثقة المستثمرين في الرؤية الاستراتيجية لشركة تمويل وقوة محفظة الأصول العقارية التي تم الاستحواذ عليها.
واختتم حديثه بتوجيه الشكر إلى جميع الشركاء والمستشارين وفرق العمل، مؤكدًا أن تضافر الجهود كان العامل الأساسي في تحويل هذه الرؤية الطموحة إلى واقع ملموس يعزز مستقبل التمويل العقاري والتمويل الإسلامي في مصر.








