تنظم وزارة الأوقاف، بإشراف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عددا من الأسابيع الثقافية بمختلف المحافظات من بينها الأسبوع الثقافي بمحافظة الشرقية، والذي رشحت له مديرية أوقاف الشرقية مسجد الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الجامع الأزهر لما يمثله المكان وصاحبه من مكانة في نفوس المواطن الشرقاوى.
ويحاضر فى الأسبوع الثقافى الذى تبدأ فعالياته غدا الأحد بقرية السلام، مسقط رأس الشيخ عبد الحليم محمود، نخبة من كبار علماء الأوقاف والأزهر الشريف، يتقدمهم الشيخ مجدي بدران، وكيل وزارة الأوقاف بالشرقية، والدكتور شعبان كفافي، عميد كلية اللغة العربية بالزقازيق الأسبق، وعميد المركز الثقافي الإسلامي بفاقوس، والدكتور محمد إبراهيم حامد، وكيل مديرية أوقاف الشرقية.
وقال الدكتور محمد حامد مدير مديرية أوقاف الشرقية، أن فعاليات الأسبوع الثقافي، تدور حول عدة موضوعات من بينها ” نعمة الصحة حقيقتها وشكرها” ونعمة المال حقيقتها وشكرها” ونعمة الأمن حقيقتها وشكرها” ونعمة الإيمان حقيقتها وشكرها” حيث يتوافق عقد الأسبوع الثقافي بذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.
تحل ذكرى ميلاد العارف بالله شيخ الأزهر الراحل الشيخ الدكتور عبد الحليم محمود، فى العاشر من مايو، فعلى ضفاف ترعة الإسماعيلية بعزبة أبو أحمد، بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ولد الشيخ عبد الحليم محمود سنة 1328 ه ويوم 10 مايو 1910م ،ونشأ فى أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالصلاح والتقوى، وهو الابن الأكبر لأشقاء “3 ذكور و4 بنات.
كان والده – رحمه الله – صاحب دينٍ وخلقٍ وعلم، وحفظ الشيخ القرآن الكريم فى سِنٍّ مبكر، ثم دخل الأزهر سنة 1923م، وظل به عامين ينتقل بين حلقاته، حتى تم افتتاح معهد “الزقازيق” سنة 1925م، فألحقه والده به؛ لقربه من قريته، ثم التحق بعدها بمعهد المعلمين المسائي، فجمع بين الدراستين، ونجح فى المعهدين، ثم عُيِّن مُدَرِّسًا، ولكن والده آثر أن يكمل الشيخ عبد الحليم دراسته، ثم تقدم الشيخ لامتحان إتمام الشهادة الثانوية الأزهرية فنالها عام 1928م فى سنة واحدة.
واستكمل الشيخ الإمام دراسته العليا، فنال العَالِمية سنة 1932م، ثم سافر إلى فرنسا؛ لإتمام الدراسة فى جامعاتها، وذلك على نفقته الخاصة، وآثر الشيخُ عبد الحليم أن يَدْرس تاريخَ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وفى سنة 1938م التحق بالبعثة الأزهرية، التى كانت تَدْرس هناك، وقد تم له النجاح فيما اختاره من علومٍ لعمل دراسة الدكتوراه، وتقلد العديد من المناصب العليا منها وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر الشريف، وبعد عودة الشيخ الإمام عبد الحليم محمود من رحلة الحج فى 16 من ذى القعدة 1398هـ، الموافق 17 من أكتوبر 1978م قام بإجراء عملية المرار بمستشفى بالقاهرة، وتوفى بعد 3 أيام من إجراء العملية، وتلقت الأمة الإسلامية نبأ وفاته بالأسى، وصلى عليه ألوف المسلمين الذين احتشدوا بالجامع الأزهر ليشيعوه إلى مثواه الأخير، تاركًا تُرَاثًا فِكْرِيًّا زَاخِرًا، ما زال يعاد نشره وطباعته، وتم دفنه بضريح بناءه شقيقه الشيخ “عبد الغني” بجوار مسجد القرية بالشرقية، بعد أن تبرع الإمام بجميع ما يملك ومات دون أن يترك شيئا سوى سيرته العطرة.