عاجلعقارات

من الفقد المبكر إلى قيادة استثمارية ناجحة.. رحلة أحمد زغلول في عالم العقار

أكد أحمد زغلول، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة السلمانية وشركة رادكس للتطوير العقاري، أن السوق العقاري المصري يُعد من أقوى الأسواق في المنطقة، ويتمتع بآلاف الفرص الاستثمارية الحقيقية، مشددًا على أن كل أزمة اقتصادية تمر بها الدولة تزيد من صلابته وقوته، وأن الطلب الحقيقي على العقار في مصر لن ينتهي.

جاء ذلك خلال لقائه في بودكاست «TBL» مع الإعلامية مروة الحداد، الرئيس التنفيذي لشركة «تي بي إل»، حيث كشف عن تفاصيل رحلته المهنية والإنسانية، منذ نشأته المبكرة وحتى تأسيس واحدة من المجموعات الاستثمارية متعددة الأنشطة في السوق المصري.

النشأة والبدايات المبكرة

استهل زغلول حديثه بالإشارة إلى نشأته الأسرية الصعبة، حيث فقد والده في عمر عامين، والذي كان يعمل مديرًا ماليًا بشركة النيل لحليج الأقطان، ثم فقد والدته في عمر 18 عامًا، والتي كانت تشغل منصب مدير إدارة تعليمية. وأوضح أن هذه الظروف القاسية زرعت بداخله روح المثابرة والاعتماد على النفس، مؤكدًا أن حب العمل والانضباط كانا سمة أساسية في حياته منذ الصغر.

وأضاف أنه تولى أول منصب إداري في عمر 24 عامًا تقريبًا، عندما أصبح مديرًا لوحدة صغيرة داخل مجموعة السويدي الصناعية، معتبرًا أن ملكة الإدارة ربما تكون موروثة عن والده، فضلًا عن الجهد الشخصي والاجتهاد المستمر.

التعليم وصناعة الذات

وأوضح زغلول أنه تخرج من كلية التجارة، وحرص منذ سنواته الأولى على الالتحاق بالدورات التدريبية المهنية، حيث حصل على شهادة CMA المتخصصة في الإدارة المالية خلال دراسته الجامعية، وهو ما شكّل نقطة تحول فارقة في مسيرته المهنية.

وأشار إلى أن الجمع بين الدراسة الأكاديمية والدراسة المهنية لم يكن سهلًا، لكنه تحقق بالإصرار والتنظيم والدعم الأسري، مؤكدًا أن والدته غرست داخله ثقافة وضع الأهداف والالتزام الصارم بتحقيقها، وهو ما جعله يحقق نجاحات متتالية مع تطور حجم التحديات.

وأضاف: «النجاح بعد الصعوبة له طعم مختلف، وكلما كان الطريق شاقًا كان الإنجاز أكثر قيمة»، مشيرًا إلى أن شقيقه محمد كان داعمًا أساسيًا لمسيرته التعليمية والمهنية، وساعده على الالتحاق بعدد من البرامج التدريبية رغم تكلفتها المرتفعة.

تأسيس مجموعة السلمانية في مصر

وعن قصة تأسيس مجموعة السلمانية، أوضح زغلول أن الفكرة بدأت خلال عمله في المملكة العربية السعودية، حيث جمعته علاقة عمل وصداقة بالشيخ سلمان بن سبعان، الذي أبدى رغبة قوية في الاستثمار العقاري في مصر بمفهوم مختلف، وهو ما كان الدافع الأساسي لإنشاء المجموعة.

وأضاف أن البداية كانت بتنفيذ مشروعات صغيرة في شرق القاهرة، بهدف دراسة السوق المصري بشكل دقيق، وفهم آليات البناء والتراخيص، قبل التوسع في مشروعات أكبر. وخلال الفترة من 2017 إلى 2020، نفذت المجموعة عددًا من المشروعات، بالتوازي مع تأسيس شركة للتسويق العقاري لاكتساب رؤية شاملة عن حجم الطلب والمناطق الأكثر جذبًا واحتياجات العملاء.

وأشار إلى أن المجموعة توسعت أيضًا في مجالات صناعية مختلفة، شملت صناعات خفيفة وغذائية، ومصانع لإنتاج خامات متخصصة تُستخدم في المشروعات العقارية، إلى جانب إنشاء شركة برمجيات ووكالة تسويق، بهدف تحقيق التكامل بين التطوير العقاري والصناعة، باعتبار أن العقار قاطرة للتنمية تتبعها عشرات الصناعات والحرف.

العاصمة الإدارية.. نقطة الانطلاق

وأكد زغلول أن المجموعة اختارت العاصمة الإدارية الجديدة كنقطة انطلاق رئيسية، باعتبارها – إلى جانب مدينة العلمين الجديدة – الوجهة الاستثمارية الأبرز في السوق العقاري المصري. وبدأت بمشروع على مساحة 40 ألف متر مربع بمنطقة الحدائق المركزية، ثم أطلقت مشروع «راي» السكني، وأخيرًا مشروع «سبينر».

وأوضح أن هذه المشروعات أثبتت قدرتها على المنافسة رغم التحديات العالمية، بدءًا من جائحة كورونا، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، وصولًا إلى التوترات الجيوسياسية الأخيرة، مؤكدًا أن التخطيط طويل الأجل ودراسة توقيت التسليم والتشغيل كانا عنصرين حاسمين في النجاح.

السوق العقاري بعد الأزمات

وشدد زغلول على أن التحديات التي واجهت السوق العقاري خلال السنوات الخمس الماضية جعلته أكثر قوة وصلابة، مؤكدًا أن حجم المعروض السنوي لا يزال أقل من الاحتياج الحقيقي، وهو ما يحافظ على قوة الطلب واستمرار السوق، حتى وإن شهد فترات هدوء نسبي.

العلاقة بين المطور والمسوق العقاري

وأوضح أن العلاقة المثالية بين المطور العقاري والمسوق تقوم على المصداقية والاحتراف، حيث يلتزم المطور بتقديم منتج مدروس ومعلومات دقيقة، بينما يلتزم المسوق بفهم المشروع بعمق ونقل صورة واضحة وصادقة للعميل، بما يحقق مصلحة الأطراف الثلاثة.

نصائح للمطورين وشركات التسويق

وقدم زغلول ثلاث نصائح أساسية للمطورين العقاريين، أبرزها:

  • بناء هيكل إداري قوي مدعوم بخبرات حقيقية.
  • الاختيار الذكي لموقع المشروع، والمقاول، والاستشاري الهندسي.
  • الاستعانة باستشاريين خارجيين للحصول على رؤية مختلفة وتجنب النقاط العمياء.

كما أكد على أهمية التحول التكنولوجي لشركات التسويق العقاري، والعمل على تحسين الصورة الذهنية للسوق المصري خارجيًا، والتطوير المستمر للأداء لمواكبة تغير احتياجات العملاء.

تمكين الأجيال الجديدة

وأشار زغلول إلى أهمية دمج الشباب مع الخبرات داخل الشركات، ومنحهم مساحة حقيقية للمسؤولية دون قتل روح الإبداع بالتدخل الزائد، مؤكدًا أن الفشل والخطأ جزء لا يتجزأ من رحلة التعلم والنجاح.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن كل محنة تحمل في طياتها منحة إلهية، وأن النجاح الحقيقي لا يكتمل دون الامتنان والدعم الأسري، مشيرًا إلى أن حلمه الأكبر أن يُذكر اسمه يومًا ما مقترنًا بقيمة أو فائدة قدمها للناس، مؤكدًا أن العمل في القطاع العقاري يمنح الإنسان فرصة لترك أثر ممتد عبر الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى