أكد هشام النجار، نائب رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، خلال مشاركته في فعاليات الدورة العاشرة من معرض فود أفريقيا، أن القطاع الزراعي في مصر يشهد تحولًا نوعيًا متسارعًا، تقوده طاقات شبابية جديدة قادرة على إعادة صياغة مستقبل الأجريبيزنس وفق منهجيات حديثة تتماشى مع متطلبات المنافسة العالمية.
وأشار النجار إلى أن دخول الشباب بقوة إلى منظومة الإنتاج الزراعي والتصديري أسهم في خلق بيئة أكثر حيوية وديناميكية، تعتمد على الابتكار والإدارة العلمية الحديثة، وهو ما عزز مكانة مصر كمورد موثوق للمنتجات الزراعية في الأسواق الدولية.
وأوضح أن القيمة المضافة أصبحت اليوم العامل الحاسم في قدرة مصر على التوسع في الصادرات، مؤكدًا أن إنتاج سلعة جيدة لم يعد كافيًا، بل أصبح لزامًا فهم أولويات ومتطلبات كل دولة مستوردة على حدة، سواء فيما يتعلق بالتعبئة، جودة المنتج، سلاسل الإمداد، أو تفضيلات المستهلك النهائي في كل سوق.
وأضاف النجار أن الدول التي تمتلك رؤية واضحة لفهم مفهوم القيمة المضافة وتطبيقه بفاعلية هي وحدها القادرة على المنافسة بقوة في الأسواق العالمية، خاصة في ظل اشتداد المنافسة وتغير اتجاهات الطلب الدولي.
وكشف نائب رئيس المجلس التصديري عن أن الصادرات الغذائية المصرية نجحت خلال الأعوام الأخيرة في التوسع داخل أسواق غير تقليدية، بعدما كانت تتركز سابقًا في عدد محدود من الدول. فقد تمكنت مصر من النفاذ إلى أسواق جديدة في أمريكا اللاتينية مثل جواتيمالا، نيكاراغوا، والمكسيك، وهي أسواق معروفة بتطلبها معايير جودة عالية وقدرتها على فرض اشتراطات فنية دقيقة.
واعتبر النجار أن هذا التوسع يعكس ثقة متزايدة في المنتج المصري وقدرته على الالتزام بمتطلبات تلك الأسواق، مشيراً إلى أن الحاصلات الزراعية المصرية أصبحت اليوم موجودة بكميات كبيرة وآمنة في العديد من السلاسل العالمية، وهو مؤشر عملي على تطور المنظومة الإنتاجية والتصديرية.
وشدد على أن هذا النجاح لم يكن وليد المصادفة، بل نتيجة خطط متكاملة بدأت من الحقول ومرت بمراحل الفرز والتعبئة والتعبئة الذكية، وصولاً إلى التصدير المباشر للأسواق العالمية، بما يعكس تطورًا حقيقيًا في البنية التحتية للقطاع الزراعي.
وأضاف النجار أن القطاع يعمل اليوم على تقديم صورة جديدة للمنتج الزراعي المصري تقوم على الاستدامة، الموثوقية، والجودة، موضحًا أن المجلس التصديري يواصل دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال برامج تدريبية تستهدف الشباب، إلى جانب تعزيز التحول الرقمي في عمليات الإنتاج والتصدير. وأكد أن الفرص المستقبلية باتت أوضح من أي وقت مضى، مع دخول موجة من الاستثمارات الحديثة ورغبة الشركات في تعزيز قدراتها التنافسية.
وفي ختام كلمته، أكد نائب رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية أن مصر تمتلك اليوم فرصة تاريخية لتوسيع حضورها على خريطة الصادرات العالمية، في ظل التوجه الدولي المتزايد نحو المنتجات الصحية والطازجة، ومع استمرار توسع قاعدة الشباب داخل القطاع. كما دعا الشركات العاملة إلى المشاركة الفعالة في برامج الجودة والتطوير لضمان استدامة النمو وفتح أسواق جديدة خلال السنوات المقبلة.
