عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اجتماعًا مع شو دونيو، مدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، وذلك على هامش أعمال المؤتمر العالمي الثالث لممثلي المنظمة رفيعي المستوى (GWC) المنعقد بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي بداية اللقاء، رحّبت الدكتورة رانيا المشاط بمدير عام المنظمة، مؤكدة الدور المحوري الذي تضطلع به «الفاو» على المستويين الإقليمي والدولي في دعم منظومة الأمن الغذائي، وتعزيز الشراكات الدولية الرامية لمواجهة التحديات المرتبطة بالزراعة والاستدامة وتوفير الغذاء، مشيرة إلى تقدير الحكومة المصرية لعلاقات التعاون الممتدة مع المنظمة وحرصها على البناء على الشراكة الناجحة بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وأكدت الوزيرة أن الإطار الاستراتيجي للشراكة بين مصر والأمم المتحدة 2023–2027، الموقع في مايو 2023، يشكل مرجعية رئيسية للتعاون مع الوكالات الأممية، حيث يستند إلى خمسة محاور أساسية تشمل: الاستثمار في رأس المال البشري، والتنمية الاقتصادية الشاملة، والاستدامة البيئية، والحوكمة الرشيدة، وتمكين المرأة. وأوضحت أن هذا الإطار يدعم تحقيق الأولويات الوطنية من خلال برامج ومشروعات مشتركة مع مختلف منظمات الأمم المتحدة، وعلى رأسها منظمة «الفاو».
وناقش الجانبان خلال الاجتماع أوجه التعاون في إطار «البرنامج القطري» بين مصر والفاو 2023–2027، الذي يمثل دعامة رئيسية لدعم جهود الدولة في تحسين الأمن الغذائي، وتطوير القطاع الزراعي، وتعزيز كفاءة الموارد المائية والأراضي، والحد من تأثيرات التغير المناخي على المجتمعات الريفية. وأكدت «المشاط» أن البرنامج يعكس توجه الدولة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة ورفع كفاءة الإنتاج وزيادة القدرة على الصمود.
كما استعرضت الوزيرة دور منظمة «الفاو» في دعم التعاون الثلاثي وتعاون بلدان الجنوب–الجنوب، مثمنة الدور الذي تلعبه المنظمة في تبادل المعرفة والخبرات بين الدول النامية. وأشارت إلى اهتمام مصر بتوسيع التعاون في مجالات ريادة الأعمال الزراعية، ودعم الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الزراعة وسلاسل الإمداد الغذائية.
وتطرّقت «المشاط» إلى جهود الوزارة في إدارة الاستثمارات العامة والإشراف على تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، مؤكدة التزام الحكومة بتعزيز التحول نحو القطاعات الإنتاجية ودعم نموذج اقتصادي يقوم على القيمة المضافة، بما يساهم في تحقيق نمو مستدام وتحسين كفاءة الموارد.
كما سلطت الضوء على الجهود الوطنية لتعزيز الأمن الغذائي باعتباره أولوية قصوى وأحد ركائز الأمن القومي، موضحة أن الدولة تعمل على التوسع في الرقعة الزراعية، وتطوير بنية تحتية حديثة لتخزين الحبوب والقمح، إلى جانب تعزيز الشراكات الدولية للتوسع في الممارسات الزراعية الذكية والمبتكرة، بالإضافة إلى تفعيل آليات التمويل المبتكر لتمكين القطاع الخاص من المساهمة بفاعلية في مشروعات الأمن الغذائي.
وخلال اللقاء، استعرضت الوزيرة التعاون القائم بين الجانبين في عدد من المبادرات والبرامج، من أبرزها برنامج «نُوفّي»، الذي يمثل نموذجًا عالميًا لتمويل العمل المناخي، ويدعم مشروعات التكيف والتخفيف وزيادة المرونة المناخية. وأكدت تطلع مصر لتعزيز التعاون مع «الفاو» للاستفادة من شبكاتها الإقليمية في جذب استثمارات خاصة للمشروعات الخضراء.
كما ناقش الطرفان جهود دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال في قطاع الأمن الغذائي، إلى جانب التعاون القائم في إطار الأكاديمية الإقليمية للقيادة التي تستضيفها مصر، والتي تركز على إعداد قيادات المستقبل في مجال النظم الزراعية المستدامة، بما يعزز الدور الإقليمي لمصر كمركز للمعرفة وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون جنوب–جنوب في مجالات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
