
كشف تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» أن أسعار الفضة واصلت اليوم الأربعاء الحفاظ على مكاسبها فوق مستوى 58 دولارًا للأوقية عالميًا، مدعومة بتراجع المخزونات العالمية وارتفاع الطلب الاستثماري، إلى جانب تجدد المخاوف بشأن المعروض.
وأشار التقرير إلى استقرار أسعار الفضة محليًا، حيث سجل جرام 800 نحو 74 جنيهًا، وعيار 925 عند 86 جنيهًا، وعيار 999 نحو 92 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة عند 584 جنيهًا. وعلى المستوى العالمي، سجلت الأوقية 58.33 دولارًا، بعدما لامست مستوى 59 دولارًا في الثاني من ديسمبر، وهو أعلى سعر تاريخي للفضة.
تراجع المخزونات وارتفاع الطلب الاستثماري
أظهرت بيانات بورصة العقود الآجلة في شنجهاي هبوط المخزونات إلى أدنى مستوياتها منذ نحو 10 سنوات، في وقت صدّرت فيه الصين نحو 660 طنًا من الفضة إلى لندن في أكتوبر، في خطوة غير معتادة ساعدت على تخفيف الضغوط الناتجة عن ارتفاع طلبات التسليم في بورصة لندن.
وفي الولايات المتحدة، سجّلت عقود COMEX لطلبات التسليم في ديسمبر ارتفاعًا ملحوظًا، ورغم نقص البيانات المتاحة، يوضح التقرير أن نسبة العقود المفتوحة المطالِبة بالتسليم كبيرة بما يكفي لإظهار ضغوط على المعروض الفعلي.
كما ظل الطلب الصناعي على الفضة قويًا، خصوصًا في قطاعات الطاقة الشمسية والإلكترونيات والتطبيقات الخضراء. ويرى الخبراء أن المستثمرين الأفراد كانوا المحرك الرئيسي لموجة الصعود، حيث أصبحت المشتريات الفردية قوة لا يمكن إيقافها في السوق.
وقد شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالفضة تدفقات شراء جديدة في الربع الأخير من العام، بعد موجة خروج هيمنت على معظم عام 2024، كما ارتفعت مبيعات السبائك والعملات الصغيرة، بينما تعرض بعض التجار في آسيا لتأخيرات تصل لأسابيع في تسليم الطلبات.
المعروض المعدني يواجه ضغوطًا
رغم ارتفاع الأسعار، سجل إنتاج المناجم العالمية نموًا ضعيفًا، بينما بقي حجم إعادة التدوير مستقرًا دون ارتفاع يُذكر. ويرى المحللون أن هذا الوضع يعزز احتمالات دخول السوق في مرحلة نقص حاد قد يؤدي إلى صدمات سعرية مستقبلية.
ارتفاع قياسي وسط تقلبات السوق
وبينما ارتفع الذهب نحو 95% منذ أكتوبر 2023، تضاعفت قيمة الفضة خلال العام، محققة 101% ارتفاعًا منذ بداية 2025، لتتفوق على أداء الذهب في نصف المدة فقط. ويشير التقرير إلى أن هذا الأداء يوفر فرصة للمستثمرين لإعادة توجيه استثماراتهم نحو المعدن الأبيض.
البيئة النقدية تدعم الطلب الاستثماري
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن صعود الفضة يعكس فجوة كبيرة بين المعروض والطلب، مؤكدًا أن المعدن “لم يعد يتداول بناءً على توقع نقص المعروض، بل على واقع مؤكد”.
وأضاف أن توقعات خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 2026 تقلل تكلفة الاحتفاظ بالفضة كمعدن لا يدر عائدًا، مما يعزز الطلب الاستثماري والمؤسساتي، خصوصًا من صناديق الماكرو والمكاتب العائلية الباحثة عن تحوط ضد التضخم ونمو الديون.
الطلب الصناعي يواصل دفع الأسعار
وأكد هانسن أن الطلب الصناعي المستمر على الفضة في مجالات الطاقة النظيفة والتقنيات الخضراء سيظل يلعب دورًا أساسيًا في دعم الأسعار، لا سيما في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.







