د. سمر البنداري تقدم حلول عملية لإنقاذ العلاقات من “الطلاق الصامت” وانتشال الأزواج من دائرة التعلق السام

في حلقتها الأولى، تناولت الدكتورة سمر البنداري، استشاري العلاقات الأسرية، واحدًا من أكثر الموضوعات الاجتماعية انتشارًا وإثارة للجدل في السنوات الأخيرة، وهو الطلاق الصامت، مؤكدة أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر شيوعًا من الطلاق الرسمي داخل المجتمع المصري والعربي.
وتحدثت البنداري عن جذور الأزمة وتأثير الظروف الاقتصادية وتغير أدوار الأسرة على بنية العلاقة الزوجية، مشيرة إلى أن الكثير من الأزواج لم يعودوا يجدون داخل منازلهم مساحة كافية للراحة النفسية أو مشاركة مشاعرهم، الأمر الذي يدفع بعضهم للبحث عن الونس والدعم خارج البيت، وغالبًا ما يحدث ذلك داخل بيئة العمل.
لماذا يلجأ الزوج للفضفضة خارج المنزل؟
قالت البنداري إن شريحة من الأزواج ترى أن الضغوط المالية المتزايدة ومستلزمات الحياة الحديثة خلقت فجوة نفسية داخل البيت، لافتة إلى أن هذا الضغط قد يدفع الرجل للبحث عن شخص يسمعه ويحتويه، حتى لو كانت زميلة في العمل.
وأكدت أن غياب الحوار والمشاركة بين الزوجين هو السبب الرئيسي وراء الطلاق الصامت، معتبرة أن بعض الزوجات يضعن كل تركيزهن على الأبناء وشؤون المنزل، ما يجعل الزوج يشعر بأنه مجرد مصدر مادي وليس شريكًا عاطفيًا، وهو ما يمهد لمساحات ارتباط غير صحية خارج الزواج.
مخاطر التعلق في بيئة العمل
وحذرت استشاري الأسرة من التعلق التدريجي الذي قد ينشأ داخل بيئة العمل نتيجة الخصوصية والمشاركة المستمرة في الحديث والمواقف اليومية، موضحة أن العاطفة قد تتسلل دون قصد لأن الطرف الآخر يستمع دون لوم أو مقارنة أو مسؤوليات.
وقالت في لهجة تحذيرية: “لازم نعمل حدود للعطاء.. تنفيذ الطلب أو المصلحة كفاية.. لكن زيادة الاهتمام ده اسمه تعلق.”
كيف نعالج الطلاق الصامت؟
قدمت البنداري مجموعة خطوات عملية تبدأ من داخل البيت، أهمها:
أن يكون البيت هو مكان الفضفضة الأول، وليس المكتب أو مواقع التواصل.
على الزوج أن يسأل شريكته سؤالًا مباشرًا وصادمًا لكنه مُجدٍ: “إيه أكتر حاجة بتأذيكي مني؟”
استبدال وقت الهاتف أو السهر بالخارج بأنشطة عائلية بسيطة:
– كوب شاي معًا
– نزهة قصيرة
– جلسة حديث بدون توتر
واستخدمت البنداري تشبيهًا مؤثرًا عندما قالت: “الزوجة مش ضمان مفتوح مدى الحياة.. ليها صلاحية تحتاج اهتمام ورعاية، زي أي حاجة غالية بنحافظ عليها.”
واختتمت البنداري رسالتها مؤكدة أن الفارق بين الحب السليم والتعلق السام كبير، فالحب يبني علاقة مستقرة مبنية على الاحترام والصدق والإحساس المشترك، بينما التعلق غير الصحي يهدم البيوت حتى لو ظل الزواج قائمًا أمام المجتمع.




