
في إطار التشاور والتنسيق الدوري بين مصر وتركيا، عقد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، جلسة مباحثات رسمية مع نظيره التركي هاكان فيدان، اليوم الأربعاء 12 نوفمبر، خلال زيارته الرسمية إلى العاصمة التركية أنقرة.
وصرّح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير عبد العاطي استهل اللقاء بتقديم تعازي مصر حكومةً وشعبًا للجمهورية التركية في ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية، مؤكدًا تضامن مصر الكامل مع تركيا ووقوفها إلى جانبها في هذا المصاب الأليم.
وأكد الوزيران حرص القيادتين السياسيتين في البلدين على مواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، والبناء على الزخم الإيجابي الذي تحقق خلال العامين الماضيين. وأشار الوزير عبد العاطي إلى أن الزيارتين المتبادلتين للرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان عام 2024، أسستا لمرحلة جديدة من التعاون عقب إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، مؤكدين أن العام الجاري يحمل رمزية خاصة بمناسبة مرور مائة عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الوزير عبد العاطي أشاد بانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا برئاسة وزيري الخارجية خلال الزيارة الحالية، تمهيدًا لزيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى القاهرة عام 2026، والتي من المنتظر أن تُعقد على هامشها منتديات أعمال مصرية تركية لتعزيز التعاون الاستثماري.
وتطرقت المباحثات إلى سبل دعم التعاون الاقتصادي والاستثماري، حيث أكد الوزير عبد العاطي تطلع مصر إلى رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 15 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، إلى جانب توسيع الاستثمارات التركية في قطاعات الصناعة والطاقة والنقل والسياحة والتكنولوجيا. كما ناقش الجانبان التعاون في مجالات التحول الأخضر والطاقة المتجددة والمعادن النادرة.
وفيما يتعلق بالملفات الإقليمية، تناول الوزيران تطورات الأوضاع في قطاع غزة، مؤكدين أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، والدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي، إلى جانب دعم مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي أعرب الوزير عبد العاطي عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة فيه. كما شدد الجانبان على التمسك بحل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني في الأراضي الفلسطينية.
وفي الشأن السوداني، جدد الوزير عبد العاطي دعم مصر لوحدة السودان واستقراره، مدينًا الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر، ومؤكدًا أهمية وقف إطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية، مع الاتفاق على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطني.
أما في الملف الليبي، فقد شدد الوزير عبد العاطي على دعم مصر لخارطة الطريق الأممية، والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين من الأراضي الليبية.
كما تطرقت المباحثات إلى التطورات في سوريا، حيث أكد الوزير عبد العاطي موقف مصر الثابت الداعي إلى احترام وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية، مع الدعوة إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري.
وعلى الصعيد الأفريقي، أكد الوزيران أهمية تعزيز التعاون المصري–التركي في القارة عبر شراكة ثلاثية تشمل مشروعات تنموية واستثمارية في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة، مع دعم الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي واحترام وحدة وسيادة الصومال.
وفي ختام الزيارة، أهدى الوزير عبد العاطي نظيره التركي مستنسخًا أثريًا لتمثال الملك أمنحتب الثالث بالحجم المتحفي، بمناسبة مرور مائة عام على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تعبيرًا عن عمق الروابط التاريخية والحضارية التي تجمع مصر وتركيا، حيث من المقرر عرض التمثال في أحد الميادين الرئيسية بالعاصمة أنقرة تخليدًا لرمزية المناسبة.





