أسواق وأعمال

مصر وسويسرا تطلقان برنامج التعاون 2025-2028 لتعزيز التنمية الاقتصادية الخضراء والحوكمة

شهدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسفيرة باتريسيا دانتسي، المديرة العامة للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، إطلاق برنامج التعاون المصري السويسري الجديد للفترة 2025-2028، خلال فعالية عُقدت بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور السفير أندرياس باوم، سفير سويسرا لدى مصر، والسفير بيترو لاتسيري، رئيس قسم التعاون الاقتصادي والتنمية بأمانة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية (SECO)، وعدد من المسؤولين من الجانبين.

ويأتي البرنامج الجديد، الذي تبلغ قيمته 60 مليون فرنك سويسري، كمرحلة جديدة في مسيرة التعاون الممتدة لأكثر من 45 عامًا بين البلدين، ويُنفّذ عبر ثلاث جهات سويسرية هي: الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون (SDC)، وأمانة الدولة للشؤون الاقتصادية (SECO)، وأمانة الدولة للهجرة (SEM).
ويرتكز على ثلاثة محاور رئيسية تشمل: الهجرة، والتنمية الاقتصادية الخضراء، وتحسين الحوكمة، في إطار تعزيز الجهود لتحقيق النمو الشامل والمستدام.

وقالت الدكتورة رانيا المشاط إن إطلاق البرنامج يأتي امتدادًا لتوقيع اتفاق اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين التي انعقدت دورتها الأولى على المستوى الفني في مايو 2025، مشيرةً إلى حرص الدولة المصرية على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري مع سويسرا، لا سيما في مجالات تمكين القطاع الخاص، وتوطين الصناعة، وزيادة التبادل التجاري.

وأضافت الوزيرة أن الحكومة المصرية تعمل من خلال برنامج التعاون الجديد واللجنة الاقتصادية المشتركة على تعزيز الحوار رفيع المستوى بين الجانبين الحكومي والخاص، موضحة أن الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية التي نفذتها مصر مؤخرًا أسهمت في تحسين مناخ الاستثمار وتسهيل بيئة الأعمال، بما يتيح للشركات السويسرية الاستفادة من الفرص الواعدة في السوق المصرية.

وأشارت المشاط إلى أن الحكومة أطلقت “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” التي تستهدف تعزيز التحول نحو القطاعات الأعلى إنتاجية، مؤكدة أن الاقتصاد المصري حقق نموًا بنسبة 4.4% في العام المالي الماضي مع زيادة مساهمة القطاع الخاص في التنمية.

وخلال الفعالية، هنأ الوفد السويسري الحكومة المصرية بافتتاح المتحف المصري الكبير، مؤكدين أن هذا الحدث العالمي يُجسد عمق الإرادة الوطنية في الحفاظ على التراث وتعزيز التنمية الثقافية.

من جانبه، قال السفير أندرياس باوم، سفير سويسرا لدى مصر: “لقد بنت سويسرا ومصر شراكة تقوم على الثقة والقيم المشتركة، ومن خلال برنامج التعاون الجديد، نحن لا نبدأ من الصفر، بل نبني على عقودٍ من العمل المشترك لتعزيز النمو الأخضر والحوكمة الرشيدة نحو مستقبل أكثر شمولًا واستدامة”.

كما أكدت السفيرة باتريسيا دانتسي أن البرنامج الجديد يتماشى مع استراتيجية سويسرا للتعاون الدولي 2025-2028 التي تُركّز على الهجرة، والمناخ، والديمقراطية، والقطاع الخاص، موضحة أنه يأخذ في الاعتبار احتياجات السكان المحليين ويستند إلى الابتكار والخبرة السويسرية في مجالات التنمية المستدامة.

بدوره، أشار السفير بيترو لاتسيري إلى أن مصر تُعد شريكًا رئيسيًا في التعاون الاقتصادي السويسري، لافتًا إلى أن البرنامج الجديد يُجسد التزام سويسرا بدعم التنمية الاقتصادية الخضراء والمستدامة في مصر، والمساهمة في ازدهار واستقرار البلاد وشعبها.

وناقش الجانبان أيضًا التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، وتطور العلاقات المصرية الأوروبية، خصوصًا بعد انعقاد القمة المصرية الأوروبية الأولى في بروكسل، إلى جانب جهود حشد التمويلات الميسرة للقطاع الخاص المصري التي بلغت نحو 16 مليار دولار منذ عام 2020.

يُذكر أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تواصل جهودها لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي مع شركاء التنمية الثنائيين ومتعددي الأطراف.
وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قد شهد خلال منتدى دافوس 2025 توقيع اتفاق اللجنة الاقتصادية المشتركة المصرية السويسرية، الذي يهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار المتبادل ودعم وصول الشركات إلى الأسواق الجديدة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى