
بمناسبة اليوم العالمي للتبرع وزراعة الأعضاء، أطلقت جمعية «كلى» المغربية حملة وطنية جديدة تهدف إلى تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء ونشر قيم التضامن الإنساني والدفاع عن الحق في الحياة، تأكيدًا على أهمية هذا العمل الإنساني النبيل الذي ينقذ آلاف الأرواح حول العالم سنويًا.
وتركز الحملة، التي انطلقت بمدينة الدار البيضاء، على إبراز دور الذكاء الاصطناعي في دعم جهود التبرع وزراعة الأعضاء، باعتباره أحد محركات التطور الطبي في السنوات القادمة، حيث يساهم في تسريع الإجراءات، وتحسين فرص التوافق، وتعزيز دقة المسارات الطبية الخاصة بزراعة الأعضاء.
وقالت البروفيسور أمال بورقية، رئيسة جمعية «كلى»، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل الإنسان، بل يشكل سندًا أساسيًا له، إذ يقرب القلوب بسرعة أكبر، ويؤمن المسارات الطبية، ويمنح طب التبرع وزراعة الأعضاء دفعة جديدة نحو الأمل والحياة. وأكدت أن التقدم العلمي الحقيقي هو الذي يضع نفسه في خدمة الإنسان، مشددة على أن التبرع بالأعضاء يمثل أجمل وجه للإنسانية، وعلى ضرورة أن يظل الذكاء الاصطناعي أداة تخدم الحياة دون أن تطمس البعد الإنساني العميق الكامن في فعل التبرع.
وأضافت بورقية أن الحملة الجديدة، إلى جانب اللقاءات والندوات التي تنظمها الجمعية على مدار العام، تُعد فرصة لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين في مجال زراعة الأعضاء، ورفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التبرع، والتفكير في سبل توظيف الابتكارات التكنولوجية الحديثة لخدمة الطب والمستقبل. وأشارت إلى أن الجمعية تدعو من خلال هذه المبادرات إلى تعبئة جماعية تشجع جميع فئات المجتمع على المشاركة في الحوار والانخراط في العمل التوعوي، مؤكدة أن التكنولوجيا قد تكون قادرة على التنبؤ، لكن العطاء الإنساني وحده قادر على وهب الحياة والمستقبل.
ومنذ تأسيسها، تعمل جمعية «كلى» على نشر ثقافة التبرع بالأعضاء ودعم مرضى الكلى، من خلال أنشطة ميدانية وبرامج توعوية تسلط الضوء على أهمية زراعة الأعضاء كوسيلة لإنقاذ الأرواح وتحسين جودة الحياة. كما تسعى الجمعية إلى ترسيخ الدمج الأخلاقي والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، بما يضمن صون كرامة الإنسان وتعزيز دوره في اتخاذ القرار الطبي.
وتؤكد الجمعية، في كل عام، على رسالتها الإنسانية الثابتة التي تجمع بين العلوم والرحمة، حيث ترى أن مستقبل الطب لن يكتمل إلا إذا سار التطور العلمي جنبًا إلى جنب مع قيم التضامن والعطاء. ومن خلال مبادراتها المختلفة، تواصل «كلى» مسيرتها نحو مجتمع أكثر وعيًا وتضامنًا، يضع الإنسان في قلب العملية الصحية، ويؤمن بأن كل تبرع هو حياة جديدة تُمنح لآخرين في أمسّ الحاجة إليها.