
شهدت أسعار الفضة خلال الأسبوع الماضي ارتفاعات قوية، حيث صعدت محليًا بنسبة 6%، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 2.5% لتسجل أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدعومة بتزايد التوقعات بشأن خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي منتصف سبتمبر.
أداء الفضة في السوق المحلية والعالمية
وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث:
ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 من 52 جنيهًا إلى 55 جنيهًا.
بلغ سعر الفضة عيار 999 نحو 69 جنيهًا، وعيار 925 عند 64 جنيهًا.
استقر جنيه الفضة عيار 925 عند 512 جنيهًا.
أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية من 40 دولارًا إلى 41 دولارًا خلال أسبوع واحد، لتسجل مكاسب إضافية منذ بداية العام بلغت 12 دولارًا، بعد أن ارتفعت من 29 دولارًا إلى 41 دولارًا.
الفضة تقترب من قمة تاريخية
سجلت الفضة ذروتها التاريخية عند 50 دولارًا للأوقية في أبريل 2011، والآن تستقر عند 41 دولارًا، ما يجعلها على مقربة من تجاوز هذه القمة. وخلال الأسبوع الماضي، بلغت 41.47 دولارًا يوم الأربعاء، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2011.
بيانات الاقتصاد الأمريكي تدفع الصعود
الارتفاع جاء مدفوعًا ببيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية، التي أظهرت إضافة 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس مقابل توقعات بـ75 ألف وظيفة، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، ما دفع الدولار الأمريكي للتراجع إلى أدنى مستوياته منذ يوليو، وعزز الإقبال على الذهب والفضة كملاذات آمنة.
توقعات الفائدة من الفيدرالي
تشير توقعات الأسواق إلى احتمالية 88% أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مقابل 12% فقط لاحتمال خفض أكبر. وتتماشى هذه الرؤية مع تصريحات جيروم باول، رئيس الفيدرالي، في ندوة جاكسون هول حول أولوية دعم سوق العمل.
عوامل جيوسياسية وصناعية داعمة
أوضح التقرير أن الفضة تضاعفت قيمتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة بدعم من:
المخاطر الجيوسياسية والاضطرابات التجارية.
التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة.
التوترات النقدية بشأن استقلالية الفيدرالي.
وأشار التقرير إلى أن الطلب المادي على الفضة يتراوح بين 157.2 مليون أوقية عام 2017 و337.6 مليون أوقية في 2022، فيما ارتفعت أسعارها بنسبة 34% خلال 2025 مقابل 28% للذهب و18% لعملة بيتكوين.
الفضة بين الاستثمار والصناعة
رغم أن الذهب يظل الخيار الأول للبنوك المركزية وصناديق التحوط، إلا أن الفضة تتميز بقدرتها على الجمع بين الدور الاستثماري والاستخدام الصناعي.
وتدخل الفضة بقوة في قطاعات الطاقة الشمسية، والمركبات الكهربائية، والإلكترونيات الدقيقة، وسط تراجع المعروض العالمي منها، ما يجعلها أكثر جاذبية على المدى الطويل.
رؤية مستقبلية
خلص تقرير «الملاذ الآمن» إلى أن الفضة في طريقها نحو مستويات تاريخية جديدة، مدفوعة بضعف الدولار، وتصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، والتحول العالمي نحو الطاقة الخضراء. ومع استمرار الاعتقاد بأنها أقل تقييمًا من الذهب، قد تصبح السنوات المقبلة فترة إعادة تموضع استراتيجي للفضة داخل المحافظ الاستثمارية العالمية.