
ارتفعت أسعار الذهب العالمي ليخترق المستوى 3300 دولار للأونصة ليسجل ارتفاع تاريخي جديد، في ظل تزايد التدفقات على سوق الذهب فيما يعكس المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها الأسواق المالية العالمية.
وسجل سعر الذهب العالمي ارتفاعاً أمس بنسبة 3.1% ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 3333 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات أمس عند 3230 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 3330 دولار للأونصة.
وأشار تحليل جولد بيليون إلي أن الذهب في طريقه إلى تسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي حيث ارتفع منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.9%، وبذلك يكون الذهب قد ارتفع منذ بداية العام بنسبة 27% تقريباً.
موجة ارتفاع الذهب الحالية تشبه الارتفاع الذهب شهده الذهب عام 1980 خلال فترة الثورة الإيرانية، حينما ارتفع الذهب بنسبة 118% خلال الفترة من نوفمبر 1979 وحتى يناير 1980.
الارتفاع الحاد في سعر الذهب يعكس مدى المخاوف التي تشهدها الأسواق العالمية والتي نتج عنها تخلي المستثمرين عن الأسهم والسندات مقابل الانتقال إلى الاستثمار في الذهب، وسط توقعات بوصول الأوقية إلي 4000 دولار.
سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية، وعمليات الشراء القوية من البنوك المركزية إلى جانب احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي تعد أبرز الأسباب الحالية وراء إقبال المستثمرين على شراء الذهب كملاذ آمن.
أعلن ترامب عن أحدث سياساته المتعلقة الرسوم الجمركية، وأمر بفتح تحقيق في رسوم جديدة محتملة على جميع واردات المعادن الأساسية الأمريكية وسلع أخرى. وتسبب هذا في انخفاضات كبيرة في أسواق الأسهم الأمريكية بقيادة سهم شركة إنفيديا عملاق صناعة الإلكترونيات وذلك بعد تحذير الشركة يوم الثلاثاء من أنها تواجه انخفاضًا في أرباح الربع الأول بقيمة 5.5 مليار دولار بسبب القيود الأمريكية الجديدة على صادرات الرقائق إلى الصين.
انتقلت الاستثمارات إلى سوق الذهب بعد خسائر الأسهم اليوم بالإضافة إلى تداول الدولار الأمريكي عند أدنى مستوياته منذ عام 2022 وهو الأمر الذي يدعم ارتفاع الذهب، خاصة مع تراجع الطلب على السندات الحكومية الأمريكية بسبب توقعات بركود في الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب التجارية.
هذا وقد شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات بلغت 226.5 طن من الذهب بقيمة 21.1 مليار دولار في الربع الأول من عام 2025، وهي أكبر كمية منذ الربع الأول من عام 2022 عندما كانت الأسواق تعاني من عواقب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
يعد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) العنصر الجديد الإضافي الذي كان غائبًا في معادلة ارتفاع الذهب وهو يسهم بشكل كبير في تعزيز ارتفاع المعدن النفيس، لينضم إلى مشتريات البنوك المركزية المستمرة للذهب بالرغم من ارتفاع مستوياته، حيث زاد البنك المركزي الصيني احتياطاته من الذهب في مارس للشهر الخامس على التوالي.
أما عن الذهب المحلي فقد ارتفع سعر عيار 21 الأكثر شيوعاً اليوم ليسجل أعلى مستوى تاريخي عند 4780 جنيه للجرام مع استهداف 5 آلاف جنيه.
يأتي هذا الارتفاع القياسي في الذهب المحلي بدعم من ارتفاع سعر الذهب العالمي الذي يؤثر بشكل رئيس على عملية تسعير الذهب المحلي حالياً في ظل استقرار حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية.
وتبقى التوقعات إيجابية بالنسبة للذهب المحلي بسبب الدعم الذي يحصل عليه من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، إلى جانب التوقعات أن البنك المركزي المصري قد يبدأ في عمليات خفض الفائدة وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى انتقال رؤوس الأموال من البنوك إلى الذهب بشكل تدريجي.