منوعات

أحمد الشهاوي يكتب : الكتابة.. ومعيار التوزيع!

قد يرى ناقد أو مفكِّر في ديوانٍ ما ما يجعل الآخرين بعد قراءة ما كتبَ يُقبلون على اقتنائه ، وهكذا تدور الآلة، ومن المهم من سيكتبُ ، إذْ لابد أن تكون هذه الكتابة حقيقية وليست مُجامِلة حتى لو كانت صادرةً عن اسمٍ له حيثيةٌ في الوسط الأدبي ، لأن القارىء فطنٌ وعارفٌ ، وليس من اليسير خداعه .

عندي كتبٌ تخطَّت حاجز عشرات الآلاف في التوزيع مصريًّا وعربيًّا ( أحوال العاشق ، مياه في الأصابع على سبيل المثال ) ، وأخرى لم تحقِّق مثل هذه الأرقام ، والتوزيع عندي ليس مقياسا أبدًا ، وعندي كتبٌ لم تقرأ نقديًّا بالشكل الكافي ، لكن أغلب كتبي طبع مراتٍ كثيرة ومتاحة على شبكة الإنترنت .

وهناك كتب لي لم أتوقَّع لها الذيوع والانتشار مثل ” الوصايا في عشق النساء ” – الكتابان الأول والثاني 2003 و2006 ميلادية ، ولكن صدور الطبعة الثانية منه في مشروع ” مكتبة الأسرة ” في خمسة وعشرين ألف نسخة بيعت في أيامٍ ، ثم هجوم الإخوان غير المنصف ، وغير المبرَّر عليه ، وتكفير الأزهر لي مرتين بسببه جعله كتابًا شعبيًّا ، وصارت الناس تعرفني به ، وهذا بالفعل يضايقني ، لأنني بالأساس شاعرٌ ، وهذا كتاب نثري ، حاولت فيه إحياء فن الوصية ، واستخدامها كجنس أدبيٍّ مثلما كانت موجودة في التراث العربي مع القصيدة والمقامة والمقالة ، وقد كتبتُ الكتاب في استراحةٍ روحيةٍ بين كتابيْ شعرٍ لي ، لكنه صار الأكثر حظًّا وشهرة وتوزيعًا ، وهو كتابٌ مهم لا شكَّ في ذلك ، ويقدم وجهة نظري في العشق ، ومعرفتي بأحوال المُحبين ، ولكن تظل القصيدة هي كل ما أمتلك من هذه الدنيا .

وعلى كلِّ حال مهمتي في الحياة أن أكتب فقط ، لأن الكتابة تحييني ، وتجعلني قادرًا على فعل ما يراه الآخرون مستحيلا ، لأن التحقُّق في الكتابة يشعرني بالرضا والفرح والسمو على تفاصيل الحياة الآنية التي لم أعد معنيًّا بها منذ سنواتٍ طويلة ، لكن هذا لا يعني أنني غير مشغول بتحقيق كتبي توزيعًا مرضيا ، فقد رزقت بناشرٍ كبيرٍ هو محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية الذي أوصل كتبي إلى مناطق نائية في العالم .

اقرأ أيضًا : أحمد الشهاوي يكتب : فى عشق أبو الحسن الشاذلي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى