أدلة وجود الخالق تقود الى الإيمان بوجود الله.. لكنها لا تقود بالضرورة الى صحة دين معين.. فما هى ادلة صحة دين الإسلام؟
من اين عرفنا الإسلام؟.. نحن عرفنا الإسلام اساسا من القرآن وهو النص الذى اتى به الرسول وتعهد الله بحفظه
وهو المعجزة الوحيدة المشهودة فكل معجزات الانبياء لا نعرفها الا من الروايات.. لكن لم نشهدها والرسول عندما كان يقرأ القرآن على الناس فى بداية الدعوة كان كأنه يقول شيئين:
الاول ان الله موجود (والعرب كانت تعرف هذا)
والثاني ان الله بعثني بهذا القرآن
اذن القرآن هو الدليل عل صحة دين الاسلام فكيف نتأكد ان القرآن فعلا هو من عند الله.. هل بالاعجاز اللغوي
ام بالاعجاز العلمي.
الناس الان لا يتقنون اللغة العربية بحيث يدركون الاعجاز اللغوي والبعض ينكر الاعجاز العلمي للقرآن ويقول انه كتاب هداية فقط والانسان البسيط الامي لا يمكنه ادراك لا الاعجاز البلاغي او الاعجاز العلمي.
فكيف يصدق الانسان الامي البسيط ان القرآن من عند الله انه يصدقه بمجرد سماعه وقد يبكى تأثرا ، اذن القرآن يوجد فيه دليل صحته الاساسي وهو دليل شعوري لاواع يصل الى جميع من يستمع الى القرآن ..
والادلة البلاغية والعلمية والتشريعية وغيرها تأتي بعد ذلك وطبعا فالقرآن كلام الله ومنهجه ومن الطبيعى ان نجد به كل ذلك واكثر ولا تنقضى عجائب القرآن .. لكن لحظة الإيمان الاولى بان القرآن من عند الله التي يشترك فيها المتعلم وغيرالمتعلم والذكى والاقل ذكاء تتم بصورة شعورية لاواعية
” الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد”.. وهذه الاية تبين ان حدوث هذه الحالة الايمانية الشعورية اللاواعية يتطلب هداية من الله.
لكن لماذا لا يهدي الله “الكفار”؟ لماذا يقرأ الكفار القرآن ولا يتأثرون؟ وهل هم مسئولون عن ذلك؟
عدل الله يقتضى انهم مسئولون.. لكن كيف .. ذلك امر لا يعلمه الا الله.. ولا يظلم ربك احدا.