روبرتو باجيو كان أحسن لاعب في العالم سنة 1993 ..وكان سببًا رئيسيًا في وصول منتخب بلاده إيطاليا نهائي كأس العالم عام 1994 أمام منتخب البرازيل.
هذه المباراة كانت على زعامة الكرة في العالم كله .. منتخب إيطاليا كان معاه ٣ كأس عالم ونفس القصة منتخب البرازيل ..اللي هيفوز هينفرد بالرقم القياسي لوحده..
المباراة كانت صعبة والتعادل حكم بين الفريقين لحد ضربات الترجيح ..فرانكو باريزي كابتن المنتخب وواحد من أفضل المدافعين في التاريخ ضيع أول كورة لكن البرازيل برضه ضيعت ..الطرفين متوترين والجميع على أعصابهم .. النتيجة وصلت ٢-٢ بعدين ماسارو ضيع والبرازيل سجلت .. ٣-٢ النتيجة وكل فريق فاضله ضربة ..
الدور جه على باچيو وآمال كل الجماهير الايطالية كانت معلقة بيه ..التاريخ بالفعل كان بيسجل اللحظات والعالم كله أنظاره متابعة ..محدش كان عارف إيه اللي هيحصل .. ضربات الجزاء ممكن توديك وتجيبك في أي لحظة ..ترقب وتوتر وقلق وخوف من المجهول ..باچيو دخل ببطىء شديد كأن أقدامه مربوطة بسلاسل في مبنى الكولوسيوم العتيق في ضواحي روما ..
كل آمال أحفاد الامبراطورية الرومانية معلقة بنجاحه أو فشله ..الحطابون في تورينو والفلاحون في نابولي والعجائز حول نار المدفأة في روما وميلان ينتظرون ماذا سيفعل ..سيحتفلون الليلة بجنون أو ستبقى الامبراطورية حزينة للأبد..تقدم باجيو بخوف وحذر شديد كأنما يساق إلى الموت ..
قيل إن ضربات قلبه سمعت وقتها فوق سطح القمر.. سدد ضربة الترجيح التاريخية بقدمه كضربة نرد فاصلة على الحياة السعيدة الأبدية أو الموت القاسي .. راحت الكورة فوق في السما كطائر الموت الأليم يغرد في شجن لحن النهاية الأليمة ..فضل باچيو واقف في مكانه مش مصدق .. زي ما رفع آمال جماهيره وبلده كلها للسما هو بنفسه اللي نزل بيها للأرض .. تمنى وقتها لو قامت الأرض بابتلاعه أو ليت أمه لم تلده من البداية ليته لم يعرف ما هي الحياة ..
منذ هذه اللحظة لا يزال باچيو واقفاً في مكانه على أرض الاستاد في كاليفورنيا .. لم يستطع أحد اقناعه بالذهاب والعودة إلى المنزل ..توقف الزمان وعمره وتاريخه كله في هذه البقعة.
ولكنه سيظل روبرتو باجيو واحدًا من أفضل لاعبى العالم على مدار التاريخ مهما مر الزمان.