يمكن القول ان هناك آلية عقلية لانتاج الأدب وآلية عقلية لتلقي الأدب.. ولنضع الفرض التالي لتفسير آلية انتاج الادب.
الادب سلوك عقلى تكيفى جمالي يشارك فيه اللاوعى مع الوعي”.. وكذلك الفرض التالي لتفسير آلية تلقى الأدب.
يتم تلقى الادب بكل من وعى المتلقي ولا وعيه”.. لكن ما دور وحدود الوعى واللاوعى فى انتاج وتلقى الادب
يمكن ان نقول ان ما يتصل بالمشاعر هو من اختصاص اللاوعي وان ما يتصل بالتفكير المنطقى هو من اختصاص الوعي فالجمال نشعر به ولا نفهمه ولذلك هو من اختصاص اللاوعي.
وجمال “توليفة” البيت الشعرى هى من اختصاص اللاوعي وما فى البيت من افكار هى من اختصاص الوعي
و”الجمال الفنى” هو جمال جديد لم يتم تجربته من قبل ولذلك نسميه ابداعا او خلقا.
اما الافكار حتى لو كانت جديدة فانها تتبع قانون المقدمات والنتائج والناقد يتلقى العمل الادبي ايضا بوعيه ولا وعيه.. لكن هل النقد “كعلم” قادر على تفسير الجمال.. لا اعتقد.
الناقد فقط يمكن ان يبدي “شعوره” بجمال العمل الادبي.. لكن لا يمكنه تفسير جمال ذلك العمل.. لكن اذا شعر بعدم جمال العمل الادبي فقد يمكنه “اقتراح” تعديلات ليصير العمل الادبي جميلا وهذا راجع لخبرته الشعورية السابقة بالاعمال الجميل وليس لان هناك قوانين واضحة كقوانين الفيزياء تحدد الجمال
فمثلا اذا لجأ الكاتب للتقريرية فان هذا يقلل من استمتاع الناقد فينصح الكاتب بالبعد عن التقريرية
لكننا لا نفهم لماذا التقريرية تؤدي الى عدم الشعور بالجمال فنحن هنا لم نفسر لا الجمال ولا عدم الجمال
بل نعبرعن “تجاربنا” الجمالية الشعورية.
اذن الناقد يستخدم “خبرته” الجمالية الشعورية لينصح صاحب العمل الادبي.. لكن ليس هناك مقاييس موضوعية غير ذاتية لتفسير الجمال ولعل النظريات النقدية هي محاولة لفهم لغة اللاوعي الجمالية.. لكن ذلك صعب لان ابداع الجمال لا يتم بمنطق المقدمات والنتائج.. ويمكن ان نفترض آلية صنع الجمال الابداعى كالتالي
“المخ بسرعته الفائقة يقوم بعمل ملايين التوليفات المحتملة من الالفاظ حتى يصل الى توليفة البيت الشعري الجميلة اى التى ترضى مشاعر الذات” أي انه يتبع اسلوب التجربة والخطأ وليس اسلوب المقدمات والنتائج وبالتالى لا يمكن وضع نظرية ذات مقدمات ونتائج تفسر الجمال الابداعي.