منوعات

رأفت السويركى يكتب : نُخْبة التَّفَاهَة”… حين تواصل تشويه جهود إعادة “بناء الدولة المصرية”!!

“نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة، والمُتَشكِّلة من “المتنشطين والمتأخونين؛ والمُتَبَغْبِغِيْن جُلاس المقاهي ـ هذه النخبة ـ مشهورة دوماً بإثارة الزوابع؛ ومُمَنْهَجَة وفق ما تُستَأْجَر أو تستدرج لآدائه ضمن سيناريوهات “حروب الجيلين الخامس والسادس؛ ما يجعلها أداة ـ وقد لا تدرك ذلك ـ وهي تستهدف تفتيت وتدمير نمط الدولة الوطنوية المستقر. لذلك فوظيفة اللطميات التي تؤديها تكون في الأغلب بتكليف ممن يدفع لها مقابل تعب الأصوات في”الصِّوَات”؛ وتكلفة شق الصدور/ الجلابيب تعبيراً عن الأحزان المفتعلة كذباً.

هذه النخبة ـ ابنة المرحلة السادات/مباركية تشكلاً وتمكناً وانتفاخاً ـ تمثل حالة مثيرة للشفقة، وتدعو للسخرية من دورها السياسوي. إذ تُجْهِد فضاءات “فيسبوك” و”تويتر” راهناً بضجيج الصُّرَاخ؛ طعناً في “مشروعات البنية الأساسية الجديدة بمصر؛ مثل “العاصمة الإدارية” و”شبكة الطرق العملاقة” و”المدن الإسكانية الجديدة” و”المدن الانتاجية المتخصصة/ الأثاث والرخام والجلود و… و… إلخ؛ وكذلك “ثورة النقل والمواصلات” غير المسبوقة التي بدأت بمشروع تطوير قدرات قناة السويس بأنفاقها العابرة أو “قناة السويس الجديدة” والتي يسمونها بسفاهاتهم “التفريعة”؛ وأيضاً القطار الكهربي السريع غير المسبوق والمعروف باسم “قطار العلمين” و”المونوريل”.

وهذه الخطوات التنموية تأتي في إطار السعي لتكريس منظومة مصرية متكاملة تسمى “شبكة القطارات الكهربائية السريعة”؛ لتضيف للقدرات الوطنية التنموية الكثير؛ حيث تربط بين كل الموانئ المصرية، والمدن الصناعية، ومناطق التنمية الجديدة، والعاصمة الإدارية؛ من البحر الأحمر إلى العلمين؛ ومن الدلتا إلى أسوان؛ في إطار دور جديد؛ يُدرج مصر ضمن توجهات مسارات التصنيع العولموي/ مركزاً؛ أو بوابة لأفريقيا بقدراتها الجغرافية والبشرية والتاريخانية؛ وتوظيفاً لقدراتها كنقطة ربط مركزوية بين قارات العالم (أفريقيا وآسيا وأوروبا بحوافها البحرية الاستراتيجوية ( المتوسط والأحمر والمندب وقناة السويس).

ولكن “نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة تتغافل كعادتها… بعجزها الفكراني عن القراءة الواعية؛ ولا تدرك “فقه التحديات السياسوية” للحالة؛ فتتفرغ لإثارة الزوابع؛ وإطلاق الرياح الفاسدة والمنتنة من أفواهها حول “نظام إدارة الدولة المصرية”؛ حنقاً من جهود تماسكها بفعل قوة وإخلاص جيشها وتماهي شعبها معه بنقاء الوجدان ( شعباً يُقدر جيشه). لذلك فمن المؤسف ألَّا تقرأ ولا تسمع من هذه النخبة الفاسدة غير الطعن والتشكيك؛ والدس والكذب حول الراهن؛ بغرض ترسيخ صورة سوداءوية للدولة وجهود مواجهتها التحديات الحافة بها.
إن “نُخْبة أمِّ عَلي” اللطَّامة التي تمارس “العطالة في الفضاء الافتراضوي” تلتقط في إطار تفكيك نمط خطابها السياسوي الهابط أي ملمح قد تفرضه “ضرورة البدايات” مهما تضاءل حجمه لتصنع منه “حالة هلاموية متهافتة”؛ بغرض تشويه المنجز البنيوي المتحقق في الدولة المصرية راهناً.

وهنا تجد مقصود خطابها اللطموي لا يتماسك سقوطاً أمام “إعمال المنطق” المستند إلى مُعطيات فنون الادارة الاستراتيجوية الجديدة لدولة كانت منهكة بسيناريوهات الاستهداف؛ لذلك يجري تجهيزها تنموياً كنهج مستحدث بما يتناسب مع متغيرات “اقتصادويات العولمة الجديدة”؛ عبر إنشاء الطرق الخادمة والمحاور الرابطة؛ والمناطق التصنيعوية المجمعة؛ وتطوير الموانئ والمطارات ؛ وإدراج وتحديث وسائل النقل العملاقة الجديدة في الواقع الراهن؛ وهو ما يذكرنا بجهود ومنجز “مشروع ناصر” ـ ابن مرحلته التاريخاوية ـ والذي أقام بناء الدولة القومية المتحررة من ربقة الاستعمار التقليدي؛ مع اهتمامها بنمطي “التصنيع والاستزراع وفق هوية المرحلة السياسوية آنذاك والمرتبطة بـ (صراع الرأسمالية التقليدية والاشتراكية).

ولأن المقاييس في “النظام العالمي” تغيرت بنيوياً وهيكلوياً فإن “نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة تراها تصفع وجوهها بقبح تدويناتها؛ فإذا بها تشق الصدور بلطمياتها: مرة حول “حجم الديون المصرية”؛ وأخرى حول “القروض” الموظفة في مشروعات التأسيس الجديدة؛ وثالثة حول ضخامة البنية الجديدة؛ متناسية ـ تلك النخبة ـ بغبائها السياسوي؛ وتهافتها الفكراني: أن نهج “الاقتصاد العولموي” الراهن صار لا يقوم بغير القروض والديون – في ضوء سقوط وتفكك نموذج الدولة السياسوية المتأدلجة (الاتحاد السوفياتي أنموذجا)؛ لذلك فإن دافعية “النهج التنموي الجديد” للدولة المصرية؛ والمقونن بإشراف وضبطوية القطاع الاقتصادوي الثالث الموصوف بالعسكريتاروي… توازن بين القطاعين “الخاص المتنشط” و”العام المعتل المترهل” والمتداعي؛ وتسعي وتمهد البيئة لاستجلاب الرأسمال العولموي للاستثمار!

وما تتغافل “نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة عن التفكر حوله أن السمة الاقتصادوية المهيمنة في العالم الراهن كله صارت لا تنخلع عن هيمنة “اقتصاداويات التمويل العولموية”؛ مهما كانت مربعات الدول السياسو/اقتصادوية. إذ أن “كل دول العالم” حتى النفطوية الفاعلة مثل السعودية والأمارات وقطر والكويت والبحرين والعراق؛ كلها صارت كما الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والمانيا واليابان وتركيا إلخ لديها ديون كبيرة أيضاً.

إن الملطمة المشتعلة في “الفضاء الافتراضوي المصري” راهناً تدعو للسخرية الفائقة؛ فـ “نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة تغمز في مجمل تفاصيل الصورة المصرية الجديدة؛ وكما لا تزال تطعن في فعالية إدارة قناة السويس إذا جنحت ناقلة بها؛ وهو الحدث الاعتيادوي في كل بحار ومحيطات العالم؛ تجدها تقوم بتلطيخ سمعة أجهزة الوقاية إذا حدثت حرائق في بعض المنشآت؛ وها هي تقوم بتشويه فكرة إنشاء “العاصمة الإدارية” الجديدة؛ وكذلك توجه المدن الانتاجية المتخصصة ببلاهة متسائلة عن جدواها.

بل تصل مشاعر الغل السياسوي بالتردي – على سبيل المثال – إلى الطعن في مُنجز مشروعات القطارات المكهربة العملاقة والمونوريل والسخرية من عوائدها؛ متناسية أن “حالة التنمية الجديدة” لا تزال في بداياتها؛ و”موتور/ محرك” السيارة الجديدة لا يزال في “مرحلة التليين”؛ وفضلاً عن ذلك لم يتم النقل المتكامل لدولايب وبيئة العمل إلى هذه المدن المستحدثة؛ لكي يمكن قياس وحساب عوائد تلك المشروعات!!

“نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة؛ تمثل حالة فريدة لدراستها وتفكيك خطاب؛ واكتشاف مدى ترديها وقصورها العقلاني عن إدراك “فقه الحالة”؛ في أنظمة تتطور بضغوط العولمة؛ وتشهد الانهيار الطبقوي في كل مجتمع وإعادة صياغة الأنساق الاجتماعوية سعياً بالضرورة لتغليب نمط “القوة الأتوماتية” المعتمدة في انتاجها الكثيف على “عضلات الروبوتات” و”العقول السيبراناتية” والتي لا تقبل فعل الخطأ في إنتاجها الكثيف.

“نُخْبة أمِّ عَلي” المصرية اللطَّامة”؛ أو “نُخْبَة التَّفَاهة” وفق ما يبدو لا تقرأ؛ وإن قرأت لا تتفكر؛ وإن فكرت فلا تخرج عن “نسق الاجترار”؛ باعتبارها موسومة بلقب نخبة زمان “ثقافة التفاهة”التي قال توصيفاً لنمطها الفيلسوف الكندي”آلان دونو” في كتابه المهم “نظام التفاهة”: “زمن سيطرة التافهين… وتسيد شريحة كاملة من التافهين والجاهلين وذوي البساطة الفكرية لخدمة أغراض السوق تحت شعارات الديموقراطية والشعبوية والحرية الفردية والخيار الشخصي”.

وما أصدق هذا التوصيف؛ وفضلاً عن ذلك؛ فهي تبقى تمارس لُعبة الدِّعاية المسمومة على الشبكات كإحدى أدوات السيطرة والتضليل لاحتلال العقول! بدعاوى الديموقراطية والحرية والتضاد مع العسكرة… لذلك ألا يخجلوا من أنفسهم؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى