قد يكون هذا المقال متأخر كثيرا لأننا نتجه إلي مرحلة الإتفاق مع صندوق النقد ولكنه بناء علي طلب عدد من السادة القراء الافاضل وقد يفيد في المستقبل البعيد ان شاء الله وان كنت اتمني الا نري هذه المؤشرات مرة اخري.
المؤشرات – او الاشارات – ادناه يسهل متابعتها بصورة يومية او شهرية و غالبا ما تشير الي بوادر انخفاض قادم في سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار قبل الانخفاض الفعلي بعدة أسابيع.
ومعظم هذه الإشارات تكررت في أزمات ٢٠٠٣ و ٢٠١٦ و ٢٠٢٢ مما يعني ان قدرتها علي استباق الأحداث هي قدرة عالية الي حد كبير خاصة أن صانع القرار في مصر لا يسمح بتحرك سعر الصرف الا بعد فترة طويلة من ظهور الضغوط مما يعني فرصة لإدارة الازمة.
مؤشرات او اشارات
١. الانخفاض الحاد في صافي الأصول/الخصوم الأجنبية في القطاع المصرفي.
الانخفاض المستمر و السريع في صافي الأصول او التحول من صافي أصول اجنبية الي صافي خصوم اجنبية يعني تدخل البنوك والبنك المركزي لسد الفجوة التمويلية في ميزان المدفوعات.
وعندما يتدخل البنوك والمركزي في سد الفجوة، فهذا يعني قلة الموارد التمويلية الاخري مثل الFDI و الأموال الساخنة و تعاظم حجم الفجوة التمويلية.
٢. ارتفاع العائد علي السندات الدولارية في السوق الثانوي بصورة حادة وهذا يعني ارتفاع مخاوف المستثمر الأجنبي من تخلف الدولة عن سداد التزامتها بالعملات الأجنبية.
٣. ارتفاع سعر الإقراض ما بين البنوك بالجنيه المصري (الانتربنك) بصورة سريعة وغير متوقعة نتيجة نقص في السيولة.
وهذا غالبا ما يحدث في المراحل الاولي من الازمة نتيجة التخارج السريع من قبل المستثمر الأجنبي من مصر مما يدفع البنوك لبيع سيولة بالجنيه المصري للمركزي للحصول علي دولار لسد طلبات التخارج.
وتؤدي هذه العملية الي شح مفاجيء في سوق الانتربنك كما كان الوضع في يناير ٢٠٢٢.
٤. بيع مكثف ويومي من المستثمرين الأجانب في سوق الاسهم وهذا كان واضحا جدا منذ بداية العام.
٥. اتساع الفارق بين سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف المستنبط من سعر سهم الCIB في السوق المحلي بالجنيه المصري وسعر وثيقة الGDR في سوق لندن بالدولار.
فنتيجة لتكالب المستثمرين علي الحصول علي الدولار خارج مصر عن طريق شراء السهم في مصر وبيعه في لندن، يرتفع السهم في مصر و ينخفض في لندن.
وأخيرا، نرجو من الله الا نري هذه الظواهر مرة اخري لانه من الأسهل كثيرا ان نري سعر صرف مرن قادر علي امتصاص الصدمات بدلا من توزيع الصدمة علي كل المؤشرات اعلاه.