عقد معهد التخطيط القومي ثاني حلقات سمينار الثلاثاء للعام الأكاديمي 2023/2024، والتي جاءت تحت عنوان “أفاق تنمية الزراعة المصرية”، بمشاركة أ.د عادل البلتاجي وزير الرزاعة واستصلاح الأراضي الأسبق وأستاذ زراعة الأراضي الجافة بجامعة عين شمس وأدار الحلقة أ.د. مصطفى أحمد مصطفى أستاذ الاقتصاد الدولي بمعهد التخطيط القومي والمنسق العام للسمينار، وذلك بحضور كلٍ من أ.د أشرف العربي رئيس معهد التخطيط القومي ، وعدد من الوزراء السابقين، والمفكرين وأساتذة التخطيط والمهتمين بهذا الشأن.
وفي كلمته أوضح أ.د أشرف العربي أن منهجية العمل بالمعهد خلال الفترة القادمة ترتكز على إعداد وثيقة مصر ما بعد عام 2025، من خلال تطوير الوعي الجمعي لأصحاب المصلحة والجهات المعنية ذات الصلة بالنسبة للأهداف الاستراتيجية وللتحديات التي تواجه تحقيق أهداف التنمية، مشيرًا إلى أن القطاع الزراعي يمثل أهمية كبيرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة حيث يعد أحد الدعائم الرئيسية في تلبية الاحتياجات الأساسية القومية.
لافتًا إلى أن حلقة السمينار تعد فرصة مثالية لتقييم الوضع الراهن للتنمية الزراعية في مصر وأبعادها والوقوف على التحديات التي تواجهها.
وقد أوضح أ.د عادل البلتاجي أن قطاع الزراعة أحد أكثر القطاعات التي تأثرت سلبًا بالتغيرات المناخية وهو ما يستدعي خضوع النظم الزراعية والغذائية لتحولات كبيرة حتى تتمكن من مواجهة تحديات الأمن الغذائي وتغير المناخ، مشددًا على ضرورة اتباع نهج الزراعة الذكية مناخيًا.
واستعرض البلتاجي اتجاهات الاصلاح المؤسسي للتعاونيات الزراعية والتي تشتمل على إلغاء التعددية في أشكال التنظيمات التعاونية على مستوى القرية الواحدة، و تشكيل تعاونيات ذات حجم اقتصادي وإعداد الهياكل التنظيمية لها اعتمادًا على جهاز وظيفي محترف، وإعادة صياغة العلاقة بين التعاونيات ومراكز البحوث والإرشاد الزراعي، إلى جانب تشجيع ودعم قيام التعاونيات المتخصصة وكذلك إعادة صياغة دور الإدارة المركزية للتعاون بما يتفق مع أسس الإدارة والرقابة الذاتية.
وبشأن التحديات التي تواجه قطاع الزراعة في مصر، أشار البلتاجي إلى افتقار التنسيق بين الجهات الحكومية، ووجود إطار تنظيمي غير فعال وخاصةً فيما يتعلق بملكية الأراضي وتخصيصها واستصدار التصاريح الخاصة بها، إلى جانب التهديدات التي تتعلق بإمداد المياه وخاصةً في وجود سد النهضة، وكذلك النمو السكاني المتزايد، وفقدان التنوع البيولوجي، لافتًا إلى ضرورة المشاركة مع الجهات المعنية بالبيئة دوليًا ومحلياً في تدعيم دور الزراعة والتكيف مع المتغيرات المناخية ومقايضة الكربون من خلال مشروعات التشجير واستصلاح الأراضي، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتسويق الالكتروني في خدمة الزراعة، ودعم وبناء الكوادر البشرية في هذا المجال.
وحول دور الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي لفت البلتاجي إلى أن التقنيات الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها دفع عجلة الابتكار لمجابهة التحديات ومساعدة قطاع الزراعة في إنتاج المزيد من المحاصيل من أراضٍ محدودة المساحة، مشيرًا إلى أن استخدام التعلم الآلي في الزراعة الرقمية يسمح بزيادة كفاءة الإنتاج الزراعي وتحسين جودته، فضلًا عن تحسين عمليات الإدارة والتخطيط الزراعي.
للمزيد : تابعنا موقع التعمير ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك التعمير