أخبار مصر

"شعبان" يتاجر فى الخضروات بقنا منذ 50 عاما متحديا إعاقته.. صور

لا يعرف إلا أصوات المحيطين حوله فمنذ نعومة أظافره اعتاد على صوت والده ووالدته بعد فقدانه البصر في عمر صغير، ليستكمل رحلته بنور قلبه ويقوى على الأيام بمفرده، فيذهب إلى الشادر مبكرًا لشراء حاجته من الخضراوات ثم يستقر في أحد الأماكن بمدينة نجع حمادي ليبدأ يومه في البيع للكسب والرزق والإنفاق على أسرته الصغيرة التي لا عائل لها غيره، ليضرب مثلًا في التحدي والكسب الحلال وأن نور البصيرة أقوى من نور البصر، فيتعامل مع زبائنه بحب ويعرف أصوات من ينادوه بالعم شعبان كما أنه يشعر بمن حوله عند الذهاب للشراء منه.

علاقة حب ومودة تربط العم شعبان المغربي بزبائنه من أهل المدينة والقرى المجاورة المترددين على نجع حمادي، فأينما سألت عنه وجدت الكثير يصف لك الطريق ويحكي عن مواقفه الطيبة مع المحيطين به، فالرجل صاحب الـ 61 عاما يتردد يوميا على السوق لبيع الخضار والليمون وذلك على مدار العام بعد الحصول عليه من أحد التجار، ويتعامل مع المحيطين دون معرفة نوع النقود وعددها، ويساعده في البيع ابنه الأصغر في نهاية اليوم بعد انتهاء الدراسة وواجباته أيام الدراسة.

قال شعبان المغربي، بائع خضراوات وليمون، إنه منذ أكثر من 35 عاما اتجه إلى العمل في بيع الخضراوات والليمون وذلك بعد صعوبة الحصول على فرصة عمل تناسب إعاقته البصرية، حيث تعرض لفقدان البصر وهو في عمر العشر سنوات أو أقل ولم تنجع محاولات الأطباء في عودته مرة أخرى وسلم أمره لله وهو أسرته، ليستكمل حياته دون استسلام ويستمر في التجارة والبيع والشراء، فيتردد يوميا على السوق لبيع كميات الليمون التي يحصل عليها من الشادر القريب من مكان البيع.

وأوضح المغربي، أن يومه يبدأ فى الاستيقاظ مبكرًا قبل صلاة الفجر ثم يذهب إلى الشادر وشراء الخضراوات والليمون ويأتي إلى السوق لبيعه، وهناك العديد من زبائن السوق اعتادوا على الشراء منه وتربطهم علاقة مودة ومحبة فيعرف الشخص من صوته ويعرف متطلباته، لافتًا أن التعامل المادي يكون عبر الثقة مع الزبائن فهو لا يعرف النقود التي تقدم له ويتعامل بقلبه، وعندما يتواجد ابنه الأصغر يسهل عليه مهمة التعامل المادي.

وأشار شعبان، إلى أنه ينفق على أسرته من العمل في بيع الليمون وحرص على التحاق ابنائه بالتعليم وتلبية رغباتهم، فابنه لا يتواجد إلا بعد انتهاء يومه الدراسي ومراجعة دروسه ووجباته وفي فترة الإجازة يساعده في الصباح، مؤكدًا أن البركة فى الرزق أهم من النقود ولا يتمنى سوى الستر وأن تبقى سيرته طيبة بين الناس.


 

 

كفيف يبيع الخضراوات والليمون في أسواق قنا (2)
 

 

كفيف يبيع الخضراوات والليمون في أسواق قنا (3)
 

 

كفيف يبيع الخضراوات والليمون في أسواق قنا (4)
 

للمزيد : تابعنا موقع التعمير ، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك التعمير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى