وجبة “فتة العجر” أو “اللصيمة” من أهم الأطباق التراثية التي يتوارثها أهالى سيناء، وتشهد ارتفاعًا في الطلب عليها خلال فصل الصيف في كل عام.
تتألف هذه الوجبة من العجر أو “الشوّى”، وهو طلع البطيخ في أسبوعه الأول، والذي يتم ت شويه على النار ويقدّم على شكل سلطة ممزوجة مع لقيمات “قرص الملة”، وهو عجين الدقيق المخبوز على الحطب.
ويعود سبب اهتمام أهالى سيناء والمناطق الصحراوية المجاورة لها بهذه الوجبة التى تعد من مفردات التراث المحافظين عليها، إلى توافر البطيخ الصيفي الذي يجنى في شهور يونيو ويوليو وأغسطس، و يزرع بشكل طبيعي على مياه الأمطار.
يقول السبعيني “عليان عيد”، أحد أهالي سيناء، إنهم يطلقون على مزرعة البطيخ اسم “الصيفية”، ويطلقون على إنتاجه “الصيفي”، وكانوا في الماضي يأكلون العجر بعد جني البطيخ الصغير، ويطلقون عليه “الشوى” أو “العجر”، ويأتي هذا الاسم دلالة ووصفا لصغر حجم البطيخ وعدم اكتمال نضجه بعد، وبالتالي فهو لا يزال طريًّا.
وتابع بقوله انه يتم شواء العجر على الجمر حتى يتحول لونه إلى اللون الأسود من الخارج ، ثم يتم تقشيره وغسله جيدًا، ويضاف إليه الطماطم والفلفل والثوم ويخلط المزيج جيدًا حتى يصبح لزجًا مع قليل من الملح، ثم يضاف الخليط إلى لقيمات “الفراشيح”، المطهى على الصاج، أو خبز “الملة”، والذي يتم إعداده بدفعه إلى الجمر وتغطيته وتقليبه فى الجمر، ثم إخراجه وتنظيفه مما يلحق به من رماد، وتقطيعه إلى قطع صغيرة، وبعد مزجه باستخدام اليد يضاف له زيت الزيتون ويتم تناوله.
يؤكد “جازي سعيد”، الباحث في تراث بادية سيناء، أن وجبة “فتة العجر” تُعدّ من أهم الأطباق الطبيعية البسيطة والمغذية التي تحتوي على مكونات صحية وغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية.
أضاف أنها أصبحت عنوانًا لتراث سيناء الطهوي، وأنها الآن تحظى بشعبية كبيرة بين سكان سيناء وزوّارها، حيث يتسابق الكثيرون لتذوّقها خلال رحلاتهم الخلوية وعلى شواطئ البحر.
ويعتبر تحضير وجبة “فتة العجر” تجربة ممتعة ومشاركة اجتماعية، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء حول الجمر ويشاركون في إعداد الوجبة بأنفسهم، ويضفون عليها نكهةً خاصةً بمشاركتهم في تجربة إعدادها.
وتحتفظ وجبة “فتة العجر” بتاريخ وتراث منطقة سيناء، وتمثل جزءًا من هويتها الثقافية وتراثها الغني المنوع، وتعكس هذه الوجبة العادات والتقاليد القديمة لأهالي سيناء في تناول الطعام، وتعزّز قيم المشاركة والتعاون والتضامن بينهم، فضلاً عن تعزيز روح الألفة والترابط بين الأفراد والمجتمع.
اثناء شوى العجر على النار
اعداد قرص الملة
بعد اكتمال شويه
حتى يتحول لونه للاسود
شوى البطيخ على النار
صغار البطيخ
فتة العجر
لقيمات قرص المله تمزج مع خليط العجر