تعتبر مهنة ” الرفا ” واحدة من المهن اليدوية القديمة التي تحتاج إلي حرفية، ودقة كبيرة بالإضافة للصبر، ولا يمكن لأي شخص لا يمتلك هذه الإمكانيات العمل بها وخاصة أنها تتعلق بالملابس، والمظهر الخارجي للشخص فإذا أصاب ملابسك لسعة مكواة ، أو عته ، أو مزقها مسمار، فلابد إنك تحتاج إلي مهنة “الرفا ” لإعادة إصلاحها وفي ميدان شيكوريل بمدينة أسيوط وتحديدا شارع 26 يوليو يوجد عم رياض جرجرس أقدم شخص في مهنة الرفا يجلس أمام أحدي العمارات القديمة علي كرسي وبجانبه أكياس الملابس التي يتم إصلاحها
يقول رياض جرجس أنه من مواليد عام 1944 وأنه امتهن هذه الصنعة منذ أكثر من 55 عام وتعلمها علي يد زوج أخته الذي كان يملك أحد المحال التجارية متخصصة في مهنة الرفا في نفس الشارع حتى تعلم جميع أسرارها، وأصبحت هي مصدر رزقه الوحيد وأنفق من هذه المهنة علي منزله وعلي أولاده حتي أكمل رسالته
ويقول “عم رياض ” إنه التحق بهذه المهنة منذ أن كان صغيرا حيث تعلم علي يد زوج أخته الذي كان يعمل بنفس المهنة بنفس سارع 26 يوليو الذي يعمل به الآن حيث كان طفلا وحدد هدفه منذ ذلك الوقت في تعلم هذه المهنة الشاقة وظل لسنوات يتعلم كيفية إصلاح الملابس بأنواعها ومعالجة العيوب التي بالملابس وإخراجها في أحسن شكل .
وأوضح “عم رياض ” أنه منذ طفولته وتعلمه للمهنة لم يعمل بأي مهنة أخري وكرث كل حياته وأفناها في مهنة واحدة لأنه علي قناعة أن الشخص لابد أن يركز في مهنة واحدة لأن تعدد المهن يجعل الشخص غير مميز في أي مهنة منهم ولكن حينما ركز في مهنة الرفا وتعلمها وأتقنها كان من أحسن الذين عملوا بها وباتت له شهرة كبيرة لدي الكثيرين
وأضاف “عم رياض”، أن مهنة الرفا من المهن اليدوية الصعبة التي تحتاج إلي حرفية، كبيرة وإلي دقة في الصنعة وخاصة إنك تتعامل مع ملابس ممزقة يحتاج صاحبها إلي إصلاحها حتي يعود إلي ارتدائها مرة أخري فلابد أن يكون شكلها ملائم والإصلاح في أفضل حال ولا تكون العيوب ظاهرة بل وكأن المعالجة جزء من الملابس ذاتها لا يمكن تفريقها عن السليم فيها ، و يأتي إلينا الزبائن من جميع الطبقات سواء غني أو فقير لأن المهنة لا تحتاجها طبقة بعينها فهناك ملابس بقيمة مالية كبيرة وحدث لها قطع أو تمزيق أو حريق مكواه ويحتاج صاحبها إلي إصلاحها بدلا من فقد قيمتها.
وأكد عم رياض أن مهنة الرفا يدوية ولا توجد آلات من الممكن أن تستغني بها عن صاحب المهنة فالدقة والحرفية وكيفية معالجة العيب من أساسيات هذه المهنة والشغل اليدوي فيها لا يضاهيه أى آلات.