لم تعد Skype “سكايب” كما كانت عليه، حتى إن البعض ربما لم يلاحظ خفوت نجمها، أو الاهتمام بأن يكون جزءاً من الدقائق التي يقضيها على هاتفه أو حاسوبه.
حقق تطبيق الصوت والفيديو والمراسلة نجاحاً كبيراً في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين من خلال السماح للأشخاص بالتحدث مع الأصدقاء وأفراد الأسرة دون دفع رسوم على المكالمات الطويلة، كما كان الوضع في استخدام خدمات شركات الاتصالات التقليدية حينها.
تأسست الشركة في إستونيا بعد 12 عاماً من تفكك الاتحاد السوفيتي، من قبل مجموعة من المهندسين الشباب. لم يكن أحد منهم له علاقة بمجال الاتصالات من قبل، إلا أن الفكرة كانت قائمة على إيصال الناس بعضهم ببعض عبر الإنترنت بشكل مجاني، ونجحت الفكرة لسنوات طويلة كما ألهمت العديد على تأسيس شركاتهم، وتخطت عمليات تنزيل التطبيق أكثر من 650 مليون مرة قبل أن تتخذ طريقها للهبوط.
وفي عام 2005 اشترته “eBay” مقابل 2.6 مليار دولار، ولكن لم تنجح هذه الصفقة كما هو مخطط لها، ثم باعت حصة أغلبية لمجموعة مستثمرين بقيادة “سيلفر ليك” بتقييم 2.75 مليار دولار بعدها بعامين تقريباً. ثم تدخلت مايكروسوفت، واستحوذت على الشركة بمبلغ 8.5 مليار دولار في عام 2011، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية.نت”.
وحتى بدعم من أكبر شركة برمجيات في العالم، فإن ذلك لم يشفع لـ “سكايب” من السقوط على جانب الطريق.
أثناء الوباء، لجأ المستهلكون وقطاع الأعمال إلى أدوات مثل “Zoom”، و”واتساب” التابع لشركة “ميتا بلاتفورمز”، وحالياً بات هناك عدد لا محدود من الخيارات للتواصل بسرعة مع مجموعات الأصدقاء والزملاء عبر الهواتف الذكية.
من جانبه، قال نائب رئيس الأبحاث في شركة دايركشنز للاستشارات، جيم جاينور: “لا يزال يُنظر إلى سكايب في المقام الأول على أنه التطبيق الأمثل لإجراء اتصال بين شخصين”.
من جانبها، قامت “مايكروسوفت” بالترويج لـ “Skype” في “Outlook”، و”Windows”، بل إنها قامت بإثراء التطبيق من خلال برنامج “Bing” للتحدث باستخدام الذكاء الاصطناعي. لكن الأرقام لا تزال غير جيدة.
في مارس 2020، قالت “مايكروسوفت”، إن “سكايب” لديها 40 مليون مستخدم نشط يومياً، وهو رقم انخفض منذ ذلك الحين إلى 36 مليوناً، وفقاً لمتحدث رسمي باسم الشركة. وعلى النقيض من ذلك، تزداد شعبية تطبيق الاتصالات “Teams” الأحدث من “Microsoft”، حيث ارتفعت مما يقرب من 250 مليون مستخدم شهرياً في يوليو 2021 إلى رقم قياسي يتجاوز 300 مليون في الربع الأول.
بدوره، قال جان تالين، أحد المهندسين المؤسسين لشركة سكايب، إنه على الرغم من مرور أكثر من عقد على تركه سكايب، إلا أنه لا يزال خياره الافتراضي لإجراء المكالمات.
وليس من الواضح كم من الوقت سيبقى سكايب، لكنه لم يشهد أي تحرك إيجابي مؤخراً.
وكتب متحدث باسم “مايكروسوفت” في رسالة بريد إلكتروني إلى شبكة “CNBC”: “سيظل سكايب خياراً رائعاً للأشخاص الذين يحبونه ويريدون إجراء اتصال عبر المراسلة والمكالمات الصوتية والمرئية ودردشة Bing”.