أعلنت كريستيان أبو لحاف، مسئولة التعاون الدولي في البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد (أفريكسم بنك)، عن إجراء محادثات مع البنك المركزي المصري وعدد من البنوك التجارية؛ لبدء تفعيل انضمام مصر خلال النصف الثاني من العام الجاري لمنصة الدفع والتسوية، التي أطلقها أفريكسم بنك في يناير 2022 والمعروفة باسم (PAPSS).
جاء ذلك في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، على هامش الاجتماعات السنوية للبنك التي عقدت خلال الفترة من 18 إلى 21 يونيو الجاري في أكرا.
وأكدت مسئولة البنك، أن انضمام مصر، بقيادة البنك المركزي وبمشاركة عدد من البنوك التجارية، سيعزز فرص الشركات والجهاز المصرفي في زيادة التبادل التجاري والاستثمار مع الدول الإفريقية بالعملات المحلية، والتغلب على أكبر عقبة وهي ضغوط وفرة النقد الأجنبي، مشيرة إلى أن “أفريكسم بنك” يبذل مجهودات مكثفة في تنفيذ التعاملات التجارية عبر منصة التسويات والمقاصة PAPSS التي ضخ استثمارات كبيرة في بنيتها التكنولوجية بهدف إنجاح التعاملات التجارية في أقصر وقت وبدرجة أمان عالية.
وتابعت، أن البنك بدأ تفعيل عمل منصة PAPSS مع دول غرب إفريقيا، التي أثبتت نجاحها في إرسال واستقبال الحوالات عند تعاملات الشركاء التجاريين في الدول الإفريقية بعملة كل دولة.
وكان “أفريكسم بنك” قد أعرب عن توقعه بأن تنضم 15 إلى 20 دولة إلى نظام الدفع والتسوية الإفريقي بحلول نهاية العام، حسبما قال رئيس البنك بنديكت أوراما في تصريحات قبل الاجتماعات السنوية للبنك في أكرا، حيث بدأت المنصة عملياتها التجارية مع 9 دول وقعت حتى الآن.
وقال أوراما، إن النظام المعروف باسم “PAPSS” يستخدم أسعار صرف الدولار في الوقت الحالي، مردفا: “لكننا نعمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية سعر الصرف” التي من شأنها السماح للعملات الإفريقية البالغ عددها 42 عملة بأن تكون قابلة للتحويل فيما بينها.
وتتم الغالبية العظمى من التجارة البينية لإفريقيا من خلال التحويلات إلى الدولار، وتسعى مبادرات مثل “PAPSS” واتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي من شأنها إنشاء أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث المساحة، إلى تعزيز التجارة الداخلية عن طريق تقليل الحواجز، بما في ذلك الحاجة إلى التعامل بالدولار.
وأوضحت مسئولة التعاون الدولي في البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، أن إجمالي محفظة التعاون مع مصر تقدر بنحو 25 مليار دولار حتى نهاية سبتمبر الماضي، بما يعادل 25% من إجمالي المحفظة التمويلية للبنك، التي استهدفت دعم تمويل التجارة البينية مع الدول الإفريقية (التصدير والاستيراد) والاستثمارات المباشرة والقطاعات التنموية الأخرى المختلفة.
وأفادت بأن هذه التمويلات تمت في السنوات الأخيرة مع تعزيز الاهتمام الكبير من جانب مصر بالتعاون مع الدول الإفريقية، وما تبع ذلك من زيادة أعمال الشركات المصرية في الدول الإفريقية.
وفي هذا الصدد، أوضحت كريستيان أبو لحاف، أن البنك نجح على مدار السنوات الماضية، في توفير معدلات سيولة من النقد الأجنبي لمصر عبر التعاون مع البنك المركزي والبنوك المصرية، وتمويل رجال الأعمال والشركات المصرية لتوسع أعمالهم في الدول الإفريقية، مشيرة إلى أن هذه التمويلات الكبيرة المقدمة لمصر ترجع إلى كونها أكبر مساهم في رأس ماله، تليها نيجيريا من إجمالي 52 دولة إفريقية مساهمة في رأس مال البنك، بخلاف الأعضاء من القطاع الخاص والمؤسسات المالية المصرفية الإفريقية والدولية.
ونوهت أبو لحاف – التي تنتمي إلى الجيل المؤسس للبنك قبل 30 عاما – أن أفريكسم بنك اتخذ مصر مقرا رئيسيا له منذ عام 1993 بهدف خلق الروابط بين الدول الإفريقية بعضها ببعض لتحقيق المصالح المشتركة والتبادل التجاري والاستثمارات المباشرة وكذلك تعزيز الروابط الإفريقية مع العالم الخارجي.
وذكرت كريستيان أبو لحاف، أن البنك تمكن من إزاحة أهم عقبتين تقفان عائقا أمام الشركات المصرية لتوسع أعمالها في السوق الإفريقي؛ وهما نقص المعرفة بشأن الشركاء الآخرين وأزمة تمويل التجارة مع باقي الدول الإفريقية وضمان الصادرات.
وفي سبيل ذلك، دشّن البنك عددًا من المنصات لتعزيز الاستثمارات المباشرة بين دول القارة وإزالة العقبات وأهمها تدشين منصة للمعلومات التي تتيح لهم الإطلاع ومعرفة المعلومات اللازمة عن شركائه الآخرين في الدول الإفريقية وإطلاق منصة الدفع والتسويات PAPSS.
وكان البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد افريكسم بنك” قد أعلن خلال افتتاح الاجتماعات السنوية الثلاثين له إطلاق منصته الجديدة للتأمين “Afrexinsurance” التي ستوفر خدمات التأمين المتخصصة للشركات في جميع أنحاء الدول الإفريقية بما يعد نقلة كبيرة خلال الفترة القادمة.
وأكدت أبو لحاف، أهمية الدراسات الفنية لوضع رؤية واضحة تعزز ثقة المصريين بشأن الاستثمار والتجارة مع سائر الدول الإفريقية.