ننشر نص كلمة وزير الخارجية أمام المؤتمر الأول لمجتمع رجال الأعمال المصرى مع السفراء الأفارقة بالقاهرة
ننشر نص كلمة وزير الخارجية أمام المؤتمر الأول لمجتمع رجال الأعمال المصرى مع السفراء الأفارقة بالقاهرة والتى جاءت كالتالي :
السيد المهندس/ على عيسى، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين.
السيد النائب د./ شريف الجبلي، عضو مجلس النواب، ورئيس لجنة أفريقيا بمجلس النواب وبجمعية رجال الأعمال المصريين.
السيد السفير د./ محمدو لابارنج، سفير دولة الكاميرون وعميد السفراء الأفارقة بالقاهرة.
السادة السفراء الحضور.
السادة ممثلو الوزارات والمؤسسات الدولية والمالية المصرية والافريقية.
يُسعدني أن أكون معكم اليوم فى إفتتاح هذا المؤتمر الهام الذي يأتي ترجمة فعلية لمدى إهتمام مصر بدعم علاقاتها الإقتصادية مع دول قارتنا الأفريقية.
كانت مصر وستظل جزءا لا يتجزأ من أفريقيا بكل تحدياتها وآمالها وشريكا فى كل جهود التنمية التى تقوم بها دول القارة، ومن هذا المنطلق كان التوجه المصرى للتعاون الإقتصادى فى كافة صوره مع أشقائها الأفارقة أمرا حتميا بل ومصيريا من أجل صالح مصر وصالح القارة الأم التى باتت تشق طريقها نحو التنمية بخطى حثيثة رغم كل الصعاب السياسية والاقتصادية والأمنية التى تواجهها، بل وترى فى تلك التنمية سبيلا رئيسيا لمواجهة تلك التحديات والتغلب عليها.
-2-
وكما يشير عنوان مؤتمركم اليوم فإن أفريقيا باتت بالفعل محط أنظار العالم وإهتمامه وأصبحت القارة القديمة التى خرج منها نور الحضارة إلى العالم هى نفسها جزء من مستقبل هذا العالم بما تملكه من ثروات بشرية وطبيعية هائلة يستطيع أبناؤها أن يستغلوها أفضل استغلال، وأن تكون ثروات أفريقيا هي بحق ملك لشعوبها.
لقد توجهت مصر وبقوة من أجل مد جسور التعاون الاستثمارى والتجارى مع كافة دول القارة الافريقية بخطى ثابتة وحققت على مدى الأعوام الماضية نجاحات كبيرة في نشر استثماراتها سواء من القطاع الحكومى أو الخاص فى ربوع القارة وزادت أيضا من تبادلاتها التجارية مع العديد من دول القارة، ولدينا كل عام نمو واضح فى الاحصائيات التى ترصد تنامى التواجد المصرى الاقتصادى فى دول القارة تجاريا واستثمارياً.
-3-
السادة الحضور الكريم،
ركزت توجيهات القيادة السياسية المصرية علي ضرورة تكثيف التعاون الاقتصادي مع دول القارة الأفريقية انطلاقاً من دور مصر المحوري في افريقيا حيث يتم الإعداد لاستراتيجية متكاملة تساهم فيها كافة أجهزة الدولة المعنية من أجل زيادة معدلات التجارة البينية وحجم الاستثمارات المختلفة مع مختلف الأسواق الأفريقية، ومن ثم ركزت مصر علي المساهمة فى مشروعات الطاقة والبنية التحتية والربط الكهربائي والمشروعات الزراعية فى أفريقيا فضلا عن رفع التبادل التجارى فى مجالات الدواء والصناعات الهندسية والمواد الخام وغيرها من السلع والخدمات.
وأود أن اشير أيضا الى أن البنك المركزي المصري لديه استراتيجية وخطة طموحة للتوسع الجغرافي والإقليمي في دول القاهرة الافريقية، بما يخدم زيادة حجم التجارة البينية بين مصر وكافة الدول الافريقية، ويُعزز التعاون المشترك في كافة المجالات المالية والاقتصادية.
-4-
ومن هنا نعيد التأكيد على موقف مصر الداعم لأجندة الاتحاد الأفريقي ٢٠٦٣ والبرنامج الخاص بتطوير البنية التحتية للقارة الأفريقية بما يضمن تحقيق التكامل الاندماج وإزالة عقبات النقل لاسيما من خلال مشروعى طريق القاهرة – كيب تاون وكذا مشروع ربط البحر المتوسط ببحيرة فيكتوريا، ودعم مبادرات وجهود البنك الأفريقي للاستيراد والتصدير، وبنك التنمية الأفريقي.
السادة الحضور،
إن التحركات المصرية في المجال الاقتصادى حيال القارة الأفريقية ترتكز علي مفهوم واضح يقوم على تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية الشقيقة لتحقيق المكاسب المتبادلة وفتح أسواق جديدة أمام الشركات المصرية بما يفيد الجانبين، ويتضح ذلك من خلال الجهود التي تبذلها الدولة ووزارة الخارجية وسفارات مصر بالخارج التى تم توجيهها لوضع تنمية التعاون الاقتصادى مع الدول الأفريقية على رأس أولوياتها وذلك من أجل تدعيم تواجد الاستثمارات المصرية سواء من القطاع الحكومي أو
-5-
الخاص فضلاً عن الدفع نحو زيادة معدلات التجارة البينية مع الدول الأفريقية من خلال التعاون الحثيث مع الدول الأفريقية لتذليل العقبات أمام التجارة البينية والتركيز على القطاعات الاقتصادية والخدمية التي تسهم فى دفع عجلة التنمية فى مختلف دول القارة.
كذلك تم تكليف سفاراتنا فى الدول الأفريقية، من خلال تواجدها الميدانى للمتابعة الدائمة لهذا الملف المحورى والمساهمة فى وضع تصورات ورؤى واضحة خاصةً بالدول الأفريقية للتحرك في المجالين الاستثمارى والتجاري، وذلك من خلال التواصل المباشر مع قطاعات الأعمال والجهات الحكومية المعنية بالتجارة والاستثمارات وتسهيل تواصلهم مع نظرائهم المصريين، وقد أسفر ذلك التحرك الحثيث عن زيادة الخبرات والمعلومات المتوافرة لدينا على مستوى القطاعين الحكومي والخاص عن طبيعة أسواق القارة الأفريقية.
-6-
وفى هذا الإطار لا يفوتنى أن أؤكد على الدور الهام الذي يلعبه القطاع الخاص المصري فى دفع عجلة التعاون الاقتصادى بين مصر والدول الأفريقية بما يملكه من قدرات وامكانيات وما إكتسبه من خبرات فى التعامل مع الاسواق الأفريقية خلال السنوات الماضية، وهو ما تحرص الدولة على تشجيعه جنبا إلى جنب مع القطاع الحكومى.
السادة الحضور،
أود فى الختام أن أؤكد لكم أن الروابط الاقتصادية بين الدول فى عالم اليوم هى أوثق الروابط وأكثرها استدامة، وهي الكفيلة بخلق علاقات وثيقة بين الشعوب والحكومات وإذابة الكثير من المصاعب السياسية، كما أود كذلك أن أؤكد لكم أن التنمية فى القارة الافريقية لن تتحقق إلا بسواعد أبنائها وبإرادة حكوماتها الصادقة، وهو ما ندركه في مصر تمام الإدراك ونعمل على تحقيقه من خلال علاقات إقتصادية وثيقة قائمة على النفع المتبادل مع كافة دول قارتنا الأم.
للمزيد: موقع التعمير للتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيس بوك التعمير