أسواق وأعمال

آي صاغة: الذهب يسجل أعلى سعر في تاريخه عالميًا.. وتراجع الدولار محلياً يكبح مكاسبه في مصر

واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة خلال تعاملات اليوم، مدفوعة بتوقعات قوية باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة هذا الشهر. في المقابل، تراجعت أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية بشكل طفيف، نتيجة لانخفاض سعر صرف الدولار محليًا، وفق تقرير حديث أصدرته منصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن جرام الذهب عيار 21 انخفض بمقدار 5 جنيهات ليسجل 4890 جنيهًا، على الرغم من ارتفاع سعر الأوقية عالميًا بمقدار 16 دولارًا لتصل إلى 3652 دولارًا، بعدما لامست أعلى قمة تاريخية لها عند 3657 دولارًا.

وأشار إمبابي إلى أن عيار 24 سجل 5589 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4191 جنيهًا، بينما استقر الجنيه الذهب عند 39120 جنيهًا، مضيفًا أن أسعار الذهب كانت قد ارتفعت بنحو 30 جنيهًا في تعاملات الإثنين، قبل أن تتراجع مجددًا اليوم.

 أثر سعر الدولار محليًا

وأوضح التقرير أن انخفاض سعر صرف الدولار لدى البنك المركزي المصري إلى 47.93 جنيهًا، وقيام السوق بتسعير الذهب على دولار عند 47.60 جنيهًا، حال دون صعود عيار 21 إلى حاجز 5000 جنيه، مشيرًا إلى أن السعر المحلي للذهب يقل عن السعر العالمي بنحو 62 جنيهًا للجرام. كما تشهد السوق حالة من شح السيولة وموجات قوية من إعادة البيع، وسط توسع في التصدير لتوفير النقد الأجنبي.

العوامل العالمية الداعمة للذهب

عالميًا، جاء الارتفاع بدعم من:

  • تراجع الدولار الأمريكي.
  • توقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي.
  • ضعف بيانات التوظيف الأمريكية، مع ترقب مراجعة قد تكشف عن حذف نحو 800 ألف وظيفة.
  • انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.05% مقارنة بذروة 4.8%.

ومن المتوقع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي خفضًا في سعر الفائدة خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة يوم 17 سبتمبر الجاري، حيث ترجح الأسواق بنسبة 88% خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس.

 تأثير الفائدة والسندات

يرتبط أداء الذهب بعلاقة عكسية مع أسعار الفائدة، حيث يؤدي خفض الفائدة إلى إضعاف الدولار، وزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما أن انخفاض عوائد السندات الأمريكية يجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية، خاصة مع المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي.

في المقابل، يشير خبراء إلى أن قراءة أعلى من المتوقع لمؤشر أسعار المستهلك المقرر صدوره الخميس المقبل، قد تعرقل مسار خفض الفائدة، مما يضع ضغطًا مؤقتًا على أسعار الذهب.

 دعم مستمر من البنوك المركزية

لا تزال البنوك المركزية العالمية داعمًا رئيسيًا لسوق الذهب، حيث استمرت مشترياتها في تسجيل أرقام قياسية للعام الخامس عشر على التوالي، بمشتريات تجاوزت 1000 طن سنويًا. وتصدرت بولندا قائمة المشترين في 2024، بينما استأنف بنك كازاخستان المركزي شراء الذهب هذا العام بإضافة 14.7 طنًا حتى مايو الماضي.

 المشهد العام: ذروة في الذهب تعكس عمق الأزمة

أمام تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق، وتفاقم الدين الأميركي، والجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، يواصل الذهب دوره كأصل مادي وملاذ آمن، حيث سجل خلال عام 2024 وحده 40 قمة تاريخية، وأضاف 26 قمة أخرى في النصف الأول من عام 2025.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى