منوعات

د. أحمد سمير يكتب : نوبل الفيزياء .. وإرنست سولفاي

هكذا بدأت الحكاية (نوبل في الفيزياء ٢٠٢٢): كانت الساحة جاهزة لمناظرة كبيرة حول التمثل الكمي للواقع. بدأ الأمر في مؤتمر سولفاي الخامس في بروكسل، وهو مؤتمر ضمن سلسلة مؤتمرات عالمية، تدور حول الفيزياء، الحضور فيها لمن توجَّه إليهم الدعوات فقط، يدعم تلك المحاضرات الثري البلجيكي ورجل الصناعة والأعمال البر إرنست سولفاي.

كانت هذه هي المرة الأولى التي تتاح فيها فرصة الاجتماع وجهًا لوجه لأصحاب أدوار البطولة. ألقى بورن وهايزنبرج محاضرة مشتركة، أعلنا فيها أن ميكانيكا الكم نظرية مكتملة، “لم تعُد افتراضاتها الفيزيائية والرياضية الجوهرية عرضة لأي تغيير”. بعد ذلك ألقى شرودنجر محاضرة عن الميكانيكا الموجية.

أعقبتها فترة توقف من أجل منح المشاركين فرصة لحضور مؤتمر يغلب عليه طابع التنافس، أُعدَّ له في باريس، قَدَّم فيه بور محاضرة عن التكامل.

ثم نهض أينشتاين كي يبدي اعتراضه. كان مهتمًّا بتداعيات المجريات الفيزيائية التي قد نفسرها الآن على أنها انهيار للدالة الموجية. عُد وانظر إلى شكل رقم ٥.

قبل القياس، تتوزع الدالة الموجية للإلكترون عبر الشاشة، مع احتمالية العثور عليه في أي موضع، حيث لا يساوي مربع الدالة الموجية صفرًا. – شكل رقم ٥ أ. بعد القياس نعرف أن الإلكترون “هنا”، في موضع مفرد – شكل رقم ٥ ب. إلا أن أينشتاين أوضح أننا نعرف في اللحظة نفسها أن الإلكترون ليس “هناك” بالتأكيد، وقد تكون “هناك” أي موضع على الشاشة كنَّا نتوقع العثور على الإلكترون فيه.

ذهب أينشتاين إلى أن هذا “يفترض آلية فريدة تمامًا للتأثير عن بُعد، وهو ما يمنع الموجة الموزعة بشكل متصل في المكان من توليد تأثيرين في موضعين على الشاشة”. سوف يُعرف هذا لاحقًا بشكلٍ واسعٍ باسم “التأثير الشبحي عن بُعد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى