أيوه فعلا يا جماعة.. «ألان أسبكت» اللي في الفقرة الجاية من الكتاب كتاب (الواقع الكمي) من ترجمتي والصادر عن دار آفاق هو ألان أسبكت، واحد من الثلاثة الذين أخذوا جائزة نوبل هذه السنة.
يمكن موازنة بعض هذه العيوب العملية عن طريق توسيع التجربة وإدخال نسق رابع من المحلِّلات، وكتابة لا متساوية بيل بشكلٍ مختلفٍ قليلًا. فيما يخص مجموعة الأنساق المحددة التي درسها أسبكت وزملاؤه، تضع لا متساوية بيل حدًّا للمتغيرات الخفية المحلية أقل من أو يساوي 2. تتوقع ميكانيكا الكم حدًّا أقصى يُقدَّر بضعفي الجذر التربيعي ل 2، أو 2.828. حصل أسبكت وزملاؤه على نتيجة تقدَّر ب 2.697، بهامش خطأ يُقدَّر ب 0.015 ±، في انتهاكٍ واضحٍ للا متساوية بيل.
هذه النتائج صادمة تمامًا فعليًّا. تجزم بأننا إذا أردنا تفسير الدالة الموجية واقعيًّا، فسوف يبدو أن الفوتونين يحافظان على ارتباطٍ ملغز أحدهما بالآخر، ويتشاركان دالة موجية واحدة، حتى لحظة القياس الذي يُجرى على أحدهما أو الآخر. عند هذه اللحظة تنهار الدالة الموجية ويصير الفوتونان متمركزين في حالتي استقطاب ترتبطان ضمن مدى يستحيل تفسيره ببساطة في أي نظرية تقوم على المتغيرات الخفية المحلية. يبدو أن قياس استقطاب الفوتون A يؤثر على النتيجة التي سوف نحصل عليها بخصوص الفوتون B، والعكس بالعكس، حتى لو كان الفوتونان بعيدين أحدهما عن الآخر بمسافة كبيرة بحيث أن أي اتصال فيما بينهما يجب أن يكون أسرع من سرعة الضوء.
بالتأكيد، كانت هذه هي البداية فقط، بالنسبة إلى أولئك الفيزيائيين الذين يحتفظون بقناعاتٍ متجذرة تميل إلى جانب الواقعية، يجب أن يكون هناك أمرٌ ما آخر يجري. سألوا أسئلة إضافية: ماذا لو تأثَّرت المتغيرات الخفية على نحوٍ ما بالطريقة التي تُعَدّ بها التجربة؟ هذه هي البداية فقط لسلسلة من “منافذ الهروب” التي استشهدوا بها في محاولة لإقامة حجة، تذهب إلى أن هذه النتائج لا تستبعد بالضرورة كل نظريات المتغيرات الخفية المحلية التي من الممكن تصورها.
توقع أسبكت نفسه منفذ الهروب الأول هذا، وأجرى تجارب أخرى من أجل سدِّه. تعدل النسق التجريبي من أجل تضمين أجهزة، تستطيع تغيير مسارات الفوتونات عشوائيًّا، موجهة كل واحد منها نحو محلِّلات تتخذ اتجاهاتٍ مختلفة الزوايا.
حرم هذا الفوتونات من “المعرفة” المسبقة للمسارات التي سوف تسافر على طولها، وبالتالي حرمها من “معرفة” المحلِّل الذي سوف تمرُّ من خلاله في النهاية. يكافئ هذا تغيير الاتجاهين النسبيين لمحللين بينما يكون الفوتونان في خضم رحلتيهما. لم يشكِّل ذلك فارقًا، لا تزال لا متساوية بيل منتهكة.)