منوعات

د. صابر أبوحامد يكتب: قبطى يعظ المسلمين كيف يحتفلون؟!

لن أتكلم عن حكم الاحتفال بمولد النبي الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا حكم التطريب ، والرقص في الاحتفال ، ولا بالفتاوى التي وصلت إلى أن :

وجود الحلوى في هذه المناسبة من البر بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحبه ؛ لأنه ـ كما ورد في الحديث الشريف :”كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَ والعَسَلَ” !

[والله سمعتها من أحد الذين تلتف حولهم العامة]

لن أتكلم عن هذا ، ولا ذاك ؛ فقد تكلم من يعلم ، ومن هو جاهل ، و”الحقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ”

وسأترك الشاعر القروي “رشيد سليم الخوري” ـ وقد دُعِيَ إلى حفل أقيم للاحتفال بالمولد النبويّ الشريف في مدينة ” سان باولو ” ، وطُلب منه أن يُلقي كلمة في الحاضرين ـ فقال :
أيّها المسلمون ، أيها العرب : يُولد النبيُّ على ألسنتكم كلَّ عامٍ مرةً ، ويموت في قلوبكم ، وعقولكم ، وأفعالكم كلَّ يوم ألفَ مرةٍ ، ولو وْلِدَ في أرواحكم لوُلِدتم معه ، ولكان كلُّ واحد منكم محمّدًا صغيرًا . ولكان العالَمُ منذ ألفِ سنةٍ أندلسًا عظيمًا ، ولالتقى الشرقُ بالغرب من زمن طويل ، ولَعَقَدت المادّةُ الغربية مع روح الشرق المسلم حِلْفًا ، ولمشى العقلُ والقلبُ يدًا بيد إلى آخر مراحل الحياة .

أيّها المسلمون ينسب أعداؤكم إلى دينكم كلَّ فِرْية ، ودينُكم من بُهْتانهم براء ، ولكنّكم أنتم تُصدِّقون الفِرْية بأعمالكم ، وتقرُّونها بإهمالكم .
دينُكم دينُ العِلْم وأنتم الجاهلون
دينُكم دينُ التيسير وأنتم المعسِّرون
دينُكم دينُ الحُسْنَى وأنتم المنفِّرون
دينُكم دينُ النصر ، ولكنّكم متخاذلون
دينُكم دينُ الزكاة ، ولكنّكم تبخلون

يا محمدُ يا نبيَّ اللهِ حقًّا ، يا سلطانَ البلغاء ، ويا مَجْدَ العرب ، والإنسانية :
إنّك لم تقتل الروحَ بشهواتِ الجسد ، ولم تحتقر الجسدَ تعظيمًا للروح

فدينُك دينُ الفِطْرةِ السليمة ، وإنّي موقِنٌ أنّ الإنسانيّة بعد أن يئست من كلِّ فلسفاتِها وعلومِها ، وقنطت من مذاهب الحكماء جميعًا لن تجد مخرجًا من مأزقِها وراحةِ روحِها وصلاحِ أمرِها إلا بالارتماء بأحضان الإسلام .

عندئذٍ يحقّ للبشريّة في مثل هذا اليوم أن تَرفع رأسَها وتهتِفَ ملءَ صدورها ، وبأعلى صوتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى