دائماً ما نرى الآثار الدينية تُعبر عن تاريخ لمكان الذى تقع فيه، وفى بورسعيد تحكى المساجد فيها تاريخ المدينة الباسلة لاسيما وأن ما نستعرضه اليوم هو مسجد يقع فى منتصف المدينة وبأشهر شوارعها “محمد علي” المؤدى إلى الديوان العام للمحافظة.
لحمة تاريخية للمسجد العباسى
هو ثانى مسجد بُنى فى بورسعيد بنطاق حى العرب الذى كان يسكنه المصريين وقت الإحتلال، فظل علامة مميزة حتى الآن ما بين الأهالى ورواد المدينة الباسلة.
وأكد المهندس محمد بيوض، المؤرخ البورسعيدى، لـ”اليوم السابع” أنه قد أصدر الخديوى عباس حلمى الثانى، أوامره إلى ديوان الأوقاف ببناء المسجد عام 1904 ميلادياً والموافق 1322 هجرياً؛ وتخصيص 4000 متر لبنائه.
وأوضح أنه تم إرسال المهندسين من قبل الأوقاف الذين قاموا ببنائه على عُشر المساحة المخصصة؛ ليكون المسجد الثانى ببورسعيد بعد إنشاء المسجد التوفيقى “أقدم مساجد المحافظة”، وتم افتتاحه عام 1905 بحضور مدير الأوقاف، ومحافظ القنال، محمد محب باشا، وقاضى بورسعيد الشرعى، وكبار رجال الإدارة والأعيان، وبعض ممثلى قناصل الدول، وعين الخديوى الشيخ عبدالفتاح الجمل، إماماً للمسجد، وألقى خطبة الافتتاح.
شاهد على تاريخ الباسلة
وأضاف “بيوض”، أن المسجد شهدَ على ملاحم وبطولات للمقاومة الشعبية بالمدينة الباسلة، وكان مكاناً لتجمع المجموعات الفدائية وأبطال المقاومة الشعبية فى التصدى للعدوان الثلاثى حتى الجلاء فى 23 ديسمبر 1956>
معلومات هامة عن المسجد
تُقام فى المسجد كافة الشعائر والاحتفال الدينية، من المولد النبوى الشريف، ليلة الإسراء والمعراج، ليلة النصف من شعبان وغيرها من المناسبات الدينية التى تقيمها المحافظة ومديرية الاوقاف والأزهر الشريف بحضور المحافظ والقيادات التنفيذية.
معلومات عن تاريخ ترميم المسجد
ذكرت صفحة تابعة للبوابة الإلكترونية للمحافظة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك “إعرف بورسعيد”، أن أعمال الترميم للمسجد شملت: إعادة المظهر الخارجى إلى نفس مكوناتها القديمة، وإزالة كافة أعمال الترميم الخاطئة التى كان قد تم عملها قبل تسجيل المسجد فى عداد الآثار الإسلامية عام 2006.
وتم كذلك إجراء أعمال الترميم الدقيق التى تضمنت إزالة كافة طبقات الدهان الحديثة والتى كشفت عن الزخارف الأصلية للمسجد وترميمها وإحياءها من جديد ومنها الزخارف الموجودة على أعتاب النوافذ الخاصة بالمسجد لـ16 بيتا من قصيدة نهج البردة للإمام البوصيرى.
يعد المسجد العباسى أيقونة الآثار الإسلامية والعمارة الدينية بمحافظة بورسعيد، وتم إنشاؤه فى زمن خديوى مصر عباس حلمى الثانى، وقد سمى المسجد بهذا الاسم نسبة إليه، حيث أقامه الخديوى ضمن أكثر من مائة مسجد على نفس الطراز فى محافظات مصر المختلفة.
هو ثانى مساجد مدينة بورسعيد بعد المسجد التوفيقى الذى تزامن بناؤه مع الإرهاصات الأولى لحفر قناة السويس وقد ماثله فى ملحقاته المختلفة خاصة مجموعة المحلات التجارية والورش المخصصة للحرف اليدوية المختلفة.
كان المسجد العباسى أحد أهم الأماكن التى تجمع فيها أبطال المقاومة والفدائيون فى التصدى للعدوان الثلاثى وحتى الجلاء، ولذلك فإن تلك المنطقة بالكامل قد طالها الدمار بسبب المواجهات مع العدو إلا أن هذا المسجد هو البناء الوحيد المكتمل والذى بقى كسجل صامت شاهد على تاريخ المدينة.
يحتفظ المسجد العباسى بأغلب عناصره الزخرفية والفنية والمعمارية التى بنى عليها، كما يحتوى على عدد مهم من الكتابات المزينة بالزخارف النباتية وزخارف التكوينات الهندسية المحورة، وحرص القائمون على ترميمه من خبراء ومرممى الآثار على الحفاظ على تكوينه الأصلى وكافة عناصره الأثرية حتى يظل المسجد العباسى درة تاج المساجد الأثرية فى المنطقة بأسرها.
احدي الصلوات بالمسجد العباسي
احدي الصلوات ف المسجد العباسي
احدي الصلوات في المسجد العباسي ببورسعيد
أعمال التطوير منذ سنوات
الصلاة خلال فترة كورونا
المسجد العباسي خلال التطوير
المسجد العباسي من الداخل
خلال إحدى الاحتفاليات
خلال تفقد المحافظ أعمال التطوير
مداخل المسجد
مسجد العباسي في بورسعيد
مئذنة المسجد العباسي