طالب د. وليد رئيس شركة دى سى آى بلس للاستشارات الهندسية، بضرورة إعادة النظر في أكواد البناء الموجودة في مصر، بما يتماشى مع التكنولوجيا الحديثة المتبعة فى عمليات البناء خلال الفترة الأخيرة.
وأشار «مرسى» إلى أنه فى ظل ارتفاع تكاليف البناء، وبحث كافة الشركات عن استغلال الموارد والإمكانيات الخاصة بها، وتعظيم دورها الاستثماري، وتطبيق معايير الاستدامة التي تشدد الدولة على ضرورة تنفيذها بما يتوافق مع معايير التنمية الشاملة المستهدفة، أصبح تغيير أكواد البناء الموجودة فى مصر أمرًا حتميًا.
وقال مرسي في مداخلة هاتفية لبرنامج ( اللى بنى مصر ) مع الكاتبة الصحفية مروة الحداد على ( راديو مصر ) أن أكواد البناء الحديثة تسهم فى توفير الإمكانيات والموارد الخاصة للمطورين داخل مشروعاتهم، إضافة إلى توفير الكثير من الأموال والجهد على المطورين والدولة معًا، فضلًا عن ضبط جودة التصميم، وذلك لتوفير الحد الأدنى من المعايير في مرحلة التنفيذ، وهو ما يضمن نجاح المشروعات من الناحية التشغيلية.
ولفت «مرسي» إلى أن معظم الأكواد الموجودة في مصر مشتقة من أكواد أجنبية، لكن تم إضافة بعض التعديلات الطفيفة إليها لتتوافق مع البيئة المصرية.
وأوضح «مرسى» أن المشكلة الأكبر تكمن فى أن العديد من هذه الأكواد الأجنبية بها عوار نتيجة عدم تحديثها منذ سنوات، إضافة إلى ذلك فإن التعديلات التي تم إدخالها عليها تسببت أيضًا فى بعض المشكلات التشغيلية، ودلل على ذلك قائلًا : على سبيل المثال أكواد المستشفيات بها متطلبات ليس لها علاقة بالتشغيل، مثل وجود بعض الفراغات التي يمكن الاستغناء عنها من خلال اتباع التكنولوجيا الحديثة، كدخول العاملين بالمستشفى من أطباء وممرضين لغرفة العمليات بالكارت الممغنط دون الحاجة إلى وجود غرفات خاصة بهم للقيام بذلك، على أن يتم استغلال هذه المساحات والفراغات في إنشاء غرف أكثر تستوعب عدد أكبر من المرضى، وفى الوقت ذاته تحقق عائدًا استثماريًا كبيرًا ودون التأثير على جودة المبنى.
وذكر أن المطور لكي يحقق عائدًا استثماريًا كبيرًا، لابد أن يقوم بعمل تصميم للمبنى أو المنشأة بكفاءة عالية الجودة واستغلال كافة المساحات، واختيار الخامات الأنسب لطبيعة المبنى، خصوصًا أثناء المرحلة التصميمية التي يتم فيها مراجعة الأكواد المعمارية.
وأشار إلى أن الأكواد في مصر بعيدة نسبيًا عن الواقع التشغيلي، فمثلًا مواد الفايبرز التي يتم استخدامها عوضًا عن حديد التسليح في بناء أرضيات مثل المصانع، لا تستطيع الأكواد في مصر التعامل معها، لافتًا إلى أن الأكواد نوعان تشغيلي وآخر له علاقة بالهندسة المدنية، تتمثل فى مواصفات الخامات والعلاقة بين المقاول إضافة إلى تنفيذ الخطوات البنائية.
وقال «مرسي» إن العاصمة الإدارية الجديدة، فكرتها الأساسية تقوم علي الإستدامة، لافتًا إلى أن الهدف الأساسى من المونوريل وغيره من سائر المواصلات الحديثة الحد من عدد السيارات المترددة على العاصمة، بحيث لا يزيد الاحتياج إلى عدد كبير من الجراجات، مشيرًا إلى أنه فى الماضى كان يتم بناء الجراجات بواقع ٣ طوابق تحت الأرض، لكن الآن تغير الوضع وهناك بعض الجراجات التى تصل إلى 6 أدوار تحت الأرض.
وأكد «مرسى» أن هذه الجراجات تواجه بعض المشكلات بسبب قوانين الحماية المدنية التي لا تسمح بالحفر أكثر من عمق 10 أمتار ونصف المتر مما يضطر القائمين عليها إلى عمل العديد من المعالجات.
وأختتم «مرسي» حديثه قائلًا: « لكن هناك العديد من الحلول السهلة ومنها بناء جراجات متعددة الطوابق بجوار الأرض وليس أسفلها، وذلك عوضًا عن الجراجات السفلية، مشيرًا إلى أنه يمكن للحكومة المساهمة في إنشاء هذه المشروعات وتأجيرها، بحيث يتم توفير الوقت والجهد والأموال، بالإضافة إلى العائد الاستثماري الذي يعود عليها بشكل غير مباشر على المدى القريب وليس البعيد».
للمزيد: موقع التعمير للتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيس بوك التعمير