
أكدت نورهان أيمن العشري، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد العشري، أن صناعة الحديد والصلب في مصر تمتلك فرصًا ضخمة للوجود بقوة على الخريطة العالمية، لكنها تحتاج دعمًا حكوميًا أكبر لتحسين قدرتها التنافسية وزيادة معدلات التصدير خلال السنوات المقبلة.
وجاءت تصريحات العشري خلال لقائها في برنامج “صُنّاع الفرصة” الذي تقدمه الإعلامية منال السعيد على قناة المحور، وذلك على هامش مشاركة مجموعة العشري في فعاليات معرض الشرق الأوسط للصلب في دبي، والذي يشهد حضورًا واسعًا من الشركات العالمية العاملة في مجال الحديد والطاقة والصناعات الثقيلة.
العمل في صناعة الحديد “اختيار وليس إجبار”
وخلال اللقاء، تحدثت نورهان العشري عن تجربتها المهنية داخل المجموعة، مشيرة إلى أن الالتحاق بسوق الصناعة لم يكن مفروضًا، بل جاء بدافع الشغف والصنعة، موضحة:
“منذ طفولتنا كنا داخل المصنع نراقب تطور التكنولوجيا وفهم آليات الإنتاج، والصناعة بحد ذاتها جاذبة؛ لأنها رحلة تحول مثيرة من الخُردة إلى مبنى أو منتج نهائي مبهَر.”
وأضافت أن قطاع الحديد لم يعد مقتصرًا على الجهد البدني أو المهارات الثقيلة فقط، بل أصبح يعتمد على الابتكار، التصميم، والذكاء الصناعي، متابعة: “قطاع الحديد الآن أشبه بالفن… تصميمات الأثاث الحديثة، واجهات المباني، إضاءات الشوارع، كلها اليوم منتجات تعتمد على صناعة الحديد بفكر جديد يشبه التفكير في الموضة.”
“الاستيل الأخضر”.. مركز التحول الصناعي العالمي
وأشارت العشري إلى أن الصناعة العالمية تشهد تحولًا جذريًا نحو “الاستيل الأخضر”، القائم على استخدام الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر بديلًا عن المصادر التقليدية، مؤكدة أن هذا التحول أصبح محورًا رئيسيًا لنقاشات الشركات في معرض دبي للصلب هذا العام.
وقالت: “الجميع الآن يتحدث عن المستقبل المرتبط بالهيدروجين الأخضر، وتمويل التحول الصناعي نحو الطاقة النظيفة، وهذا الاتجاه أصبح معيارًا دوليًا وليس فكرة تجريبية.”
دعوة للحكومة: الدعم ضرورة وليس رفاهية
وخلال حديثها عن واقع الصناعة محليًا، شددت نورهان العشري على ضرورة تغيير النظرة العامة للدولة تجاه القطاع الصناعي، موضحة أن هناك تصورًا بأنه قطاع قوي لا يحتاج دعمًا، بينما الواقع مختلف.
وقالت: “هناك تصور بأن صناعة الحديد صناعة غنية لمجرد أن حجم الاستثمارات فيها كبير، لكن هذه الاستثمارات تحتاج دعمًا لتستمر وتنافس دوليًا.”
وأوضحت أن العديد من مصانع الحديد حول العالم باتت تعتمد بشكل متزايد على دول أخرى كمراكز للتصنيع والإمداد، مضيفة: “حتى نضمن استمرار صادراتنا وزيادتها، يجب أن نتلقى دعمًا حكوميًا واضحًا، سواء في الطاقة أو التمويل أو تسهيلات التصدير.”
الاستمرار على الخارطة العالمية
واختتمت العشري حديثها بالتأكيد على أن المنافسة العالمية في صناعة الحديد لا تحتمل التباطؤ، وأن البقاء في مركز متقدم يتطلب تحديثًا مستمرًا للبنية التكنولوجية وخطط العمل.







