أسواق وأعمال

تسونامي الذكاء الاصطناعي يهدد الهوية العربية.. وخبراء خلال AIDC يدعون لتوطين النماذج الثقافية

•3% فقط من بيانات الذكاء الاصطناعي عالمياً باللغة العربية.. وخبراء يطالبون بخطة لعودة العقول المهاجرة

أكد متخصصون في الذكاء الاصطناعي أن التحولات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي تمثل تهديدًا مباشرًا ليس للغة العربية فقط، بل للهوية والسيادة الثقافية في المنطقة العربية، مشددين على ضرورة تبني نموذج عربي مستقل للذكاء الاصطناعي قادر على التعبير عن الثقافة والقيم المحلية.

جاء ذلك خلال جلسة بعنوان “الذكاء الاصطناعي والهوية العربية” ضمن فعاليات مؤتمر AIDC المقام بالتزامن مع معرض Cairo ICT 2025 في نسخته الـ29، والذي يعقد في مركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار “AI Everywhere”.

وأدار الجلسة حسام مجاهد، الرئيس التنفيذي لجمعية اتصال والرئيس التنفيذي لشركة AI Be Magics، الذي فتح الحوار أمام المشاركين لمناقشة مستقبل الهوية العربية في عصر الذكاء الاصطناعي.

تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة والهوية

وقال وزير التنمية الإدارية الأسبق الدكتور أحمد درويش إن تأثير الذكاء الاصطناعي لم يعد مقتصرًا على اللغة فحسب، بل امتد ليشمل الهوية والقيم المجتمعية. وأشار إلى أن اللغة العربية تواجه تحدياً كبيراً، حيث لا تتجاوز نسبة البيانات العربية المستخدمة في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي العالمية 3% فقط.

وأوضح درويش أن الأجيال الجديدة تتجه نحو استخدام “العربيزي”، كما أن اختلاف اللهجات داخل العالم العربي يزيد العبء على تطوير أدوات لغوية موحدة تعتمدها أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وأكد أن الحل لا يكمن في التشريعات وحدها، بل في المنافسة التقنية عبر بناء نماذج عربية وتطوير تقنيات محلية ترتبط بالسياق الثقافي العربي، خاصة مع وجود تحيزات مضمّنة داخل أنظمة الذكاء الاصطناعي العالمية.

تهديد للسيادة التقنية

من جانبها، حذرت الدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات، من تأثير الذكاء الاصطناعي على السيادة الرقمية، مشيرة إلى أن الموجة الحالية تمس “اللغة والهوية والسيادة” في آن واحد.

وقالت إن الذكاء الاصطناعي بات جزءًا من مجالات متعددة مثل: الدعوة الدينية، الإعلام، القضاء، والصحافة، وهو ما يستدعي وجود رؤية عربية شاملة لبناء تجربة محلية رائدة.

وأضافت: “السؤال الآن ليس هل نستخدم الذكاء الاصطناعي، بل كيف نبني تجربتنا الخاصة به عبر مشاركة جميع المؤسسات والقطاعات؟”

عودة العقول المهاجرة

واقترح وزير الاتصالات الأسبق الدكتور محمد سالم تشكيل مجموعة عمل مركزية تابعة لجمعية اتصال تضم خبراء وعلماء عرب في الداخل والخارج، بهدف إعادة استقطاب الكفاءات المهاجرة كما فعلت دول ناجحة مثل الهند.

زيادة المحتوى العربي وتحفيز الابتكار

وقالت منال أمين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Arabyz، إن مواجهة “تسونامي الذكاء الاصطناعي” تتطلب الابتكار والحوكمة وتوسيع إنتاج المحتوى العربي الممثل للثقافة العربية وقيمها. وأكدت أن نماذج الذكاء الاصطناعي المحلية لن تنجح دون محتوى معرفي عربي عالي الجودة، بجانب تكثيف برامج التعليم والوعي التكنولوجي.

Cairo ICT 2025

تقام فعاليات Cairo ICT 2025 خلال الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر بمشاركة أكثر من 500 عارض وبرعاية وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت.

ويشمل الحدث خمس فعاليات كبرى، بينها:

  • PAFIX للمدفوعات الرقمية والشمول المالي
  • AIDC للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
  • Connecta للتكنولوجيا والترفيه
  • Innovation Arena للإبداع
  • Cyber Zone للأمن السيبراني

ويشارك في الحدث عدد من أبرز المؤسسات الحكومية والبنوك وشركات التكنولوجيا الدولية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى