
أكد جمال فتحي، رئيس مجلس إدارة شركة الأشراف للرخام والجرانيت، أن مصر تمتلك واحدًا من أكبر المخزون الطبيعي من خامات الرخام في المنطقة، خاصة في مناطق الصعيد والجنوب، موضحًا أن عملية استخراج وتصنيع الرخام في مصر تخضع لمراحل متعددة ودقيقة تبدأ من المحاجر وتنتهي بالتصدير إلى الأسواق العالمية.
وقال “فتحي”، خلال لقائه مع الإعلامية منال السعيد في برنامج صناع الفرصة المذاع على قناة المحور، إن صناعة الرخام تمر بعدة مراحل أساسية تبدأ بمرحلة الاكتشاف المبدئي، والتي تعتمد على تحليل المواقع الجبلية ورصد احتمالات وجود خام رخام قابل للاستخراج. ثم تأتي مرحلة طلب الترخيص التي تشمل التقدم للحكومة للحصول على الموافقات المطلوبة للبدء في التشغيل القانوني للموقع.
وأضاف أن مرحلة تحديد جودة الخام تعد من أهم خطوات الصناعة، حيث يعتمد الخبراء وأصحاب المحاجر على خبراتهم المتراكمة في قراءة طبيعة الجبل وتكوينه. وأوضح قائلاً: «شكل ولون الجبل وصلابته عناصر أساسية في معرفة ما إذا كان المكان يحتوي على خامة رخام مناسبة أو لا».
وتابع موضحًا: “هناك نسب معينة ومؤشرات واضحة يستطيع المتخصصون من خلالها التأكد ما إذا كان الجبل يحتوي على خامة جيدة أم لا، ويُحدد ذلك من اللون والصلابة والشكل العام لطبقات الجبل وامتداداته.”
وأشار “فتحي” إلى أن تأكيد جودة الخامة لا يتم بناءً على التقييم النظري فقط، بل من خلال عملية فحص دقيقة تشمل نزول المعدات الثقيلة للموقع، وأخذ عينات من الخام ثم إخضاعها لاختبارات ضبط الجودة، ليتم بعدها اعتماد الكتلة الصخرية قبل بدء مرحلة الاستخراج الفعلي.
وأوضح أن مصر تمتلك تنوعًا كبيرًا في أنواع وألوان الرخام، وهو ما يمنح الصناعة المصرية ميزة تنافسية في الأسواق الدولية. كما أشار إلى أن المحاجر تنتشر في مناطق مختلفة من الجمهورية، إلا أن جنوب مصر والصعيد من أكثر المناطق غنى بالخامات.
كما شدد على أهمية التفرقة بين “المحجر” و”المصنع” داخل سلسلة القيمة الصناعية، موضحًا أن المحجر يمثل المرحلة الخام والمسؤول عن استخراج الكتل الصخرية الضخمة، بينما يبدأ دور المصنع فور وصول هذه الكتل إليه، حيث تتم عمليات التقطيع والصقل والتجهيز والتعبئة استعدادًا للتصدير إلى الداخل أو الخارج.
واختتم بالتأكيد على أن مصر تمتلك فرصًا واسعة لتوسيع صادراتها من الرخام والجرانيت، خاصة مع توافر الموارد الطبيعية والخبرات الفنية، مؤكدًا أن تطوير منظومة المحاجر والمصانع معًا سيعزز مكانة مصر على خريطة صناعة الرخام العالمية.





