وسط أجواء من البهجة والذهول على وجوه السائحين من عظمة القدماء المصريين فى رصد الظواهر الفلكية، رصد “اليوم السابع” لحظة ظهور قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس فى معابد الكرنك، مع شروق الشمس صباح اليوم الثلاثاء، حيث ظهرت الشمس فى معبد آمون رع بمعابد الكرنك، وذلك للإعلان عن بدء فصل الشتاء رسمياً فى 21 ديسمبر، وحضر فعاليات الاحتفالية قيادات محافظة الأقصر ومديرية الأمن والأفواج السياحية من الأجانب والمصريين.
ويقول صلاح الماسخ مدير بالكرنك، أن ظاهرة تعامد الشمس علي مقصورة قدس الأقداس بالكرنك تكون سنوياً بيوم 21 ديسمبر، لتعلن عن الإنقلاب الشتوى وبدء فصل الشتاء رسمياً، حيث أن تعامد الشمس ظاهرة فلكية تكون فيها الشمس على أبعد درجة زاوية من مستوى خط الاستواء وتكون متعامدة على مدار الجدى، ويتم رصد الظاهرة فى يومى 21 أو 22 ديسمبر من كل عام، ويكون فيه النهار هو أقصر نهار والليل هو أطول ليل، والشمس فى ذلك اليوم تكون على أدنى ارتفاع لها ظهرا على الأفق.
ويضيف صلاح الماسخ لـ”اليوم السابع”، أن ظاهرة تعامد الشمس السنوية تثبت عظمة الفراعنة المصريين لكونهم على دراية كاملة بحركة الشمس أو بمعنى أدق الحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث أن الفراعنة كانوا يشيدون المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، والشمس فى هذا اليوم ستتعامد فى معبدى الكرنك والدير البحرى على وجه الإله آمون مما يشير إلى مناسبة خاصة تخص هذا الإله، حيث يعتبر الإله آمون هو الإله الرسمى للدولة فى عصر الدولة الحديثة ما بين القرن السادس عشر ق م والقرن الحادى عشر ق م، وكان يمثل الإله آمون على شكل جسد بشرى كامل، ويرتدى على رأسه تاج الريشتين الطويل ويمسك فى يديه رموز السلطة والحياة، واسمه آمون يعنى “الخفى” وأطلق عليه لقب “ملك الآلهة، ويقول الخبراء أن ظاهرة تعامد الشمس مع معبد الكرنك فى 21 ديسمبر سنوياً تأتى تزامنا مع بداية فصل الشتاء.
ويؤكد مدير بمعابد الكرنك، أنه عندما تم تشييد المعابد فى مصر لم تكن مجرد معابد دينية فقط وإنما كان تشييد المعابد مرتبطا بظواهر طبيعية وتغييرات الفصول وبالمواسم الزراعية، فكانت بمثابة رسائل يرسلها المعبد للمزراعين لتحديد أنواع المحاصيل.
وبدأت ظاهرة التعامد عام 2005 بقيام أحد الخفراء بالكرنك بإخبار المرشد السياحى ربيع العمارى، بأنه لاحظ أنه فى يوم ما من الثلث الأخير من شهر ديسمبر تضىء أشعة الشمس بمجرد الشروق محور معبد الكرنك وكأنها سجادة حمراء، كما قام الأثريون بدراسة الصور التى التقطوها واكتشفوا صدق الخفير فعلا، وبالتحديد يوم 22 ديسمبر2005 تعامدت الشمس على محور المعبد بمجرد شروقها وارتفعت فى مركز البوابة الشرقية للمعبد والتى تقع على خط واحد مع البوابة الغربية، وتضيئ الشمس فى هذا اليوم تمثال الإله “آمون وزوجته الإلهة موت” اللذين يحتضن أحدهما الآخر فى وضع الجلوس والمصنوعان من حجر الألباستر والمتجهان بوجههما نحو الشرق، كما أن الشمس فى هذا اليوم تدخل إلى قدس الأقداس وتضيئ القاعدة الحجرية التى كان يقف فوقها فى الأصل تمثال الإله آمون رع رب الكرنك، وتضيئ الشمس أيضا موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر والتى تنتمى إلى عصور فرعونية مختلفة.
جدير بالذكر أنه تعامد الشمس على قدس أقداس الكرنك يعود كل عام فى نفس اليوم للإعلان عن بدء فصل الشتاء فى مصر القديمة، وتؤكد مثل تلك الأحداث على عظمة التاريخ المصرى وقدرة المصريين على الإبداع منذ آلاف السنين، وتضيئ الشمس فى هذا اليوم تمثال الإله “آمون” وزوجته الإلهة “موت” اللذين يحتضن أحدهما الآخر فى وضع الجلوس والمصنوعين من حجر الألباستر والمتجهين بوجههما نحو الشرق وتدخل إلى قدس الأقداس وتضيئ القاعدة الحجرية التى كان يقف فوقها فى الأصل تمثال الإله آمون رع رب الكرنك. وتضيئ الشمس أيضًا موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر والتى تنتمى إلى عصور فرعونية مختلفة.