منوعات

بنك الطعام المصري و”جمعية سند” يتعاونان لتمكين خريجي دور الرعاية ودمجهم اقتصاديًا واجتماعيًا

في خطوة تعكس التزامًا عميقًا بتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة، وقّع بنك الطعام المصري بروتوكول تعاون مع جمعية سند للرعاية الوالدية البديلة، بهدف تمكين وتأهيل الشباب خريجي دور الرعاية، ومساعدتهم على الاندماج اقتصاديًا واجتماعيًا بشكل فعّال. جاء التوقيع خلال فعالية رسمية شهدت حضور عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني وخبراء الرعاية اللاحقة، وعلى رأسهم محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، وعزة عبد الحميد، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية سند.

ويأتي هذا التعاون في إطار رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز قدرات هؤلاء الشباب على الاستقلال الذاتي، عبر برامج تدريبية وتطبيقية مركزة تشمل المهارات الحياتية، والتأهيل الفني، والتدريب العملي داخل مشروعات غذائية مُدرة للدخل يتم تنفيذها داخل دور الرعاية نفسها.

تمكين حقيقي واستثمار في المستقبل

وفي كلمته خلال الفعالية، أكد محسن سرحان أن التعاون يمثل امتدادًا لاستراتيجية بنك الطعام المصري القائمة على أربعة محاور رئيسية: الحماية، الوقاية، التمكين، والارتقاء، موضحًا أن “التمكين” يُعد من أهم الأهداف التي يعمل البنك على تحقيقها، خاصة لفئات مثل الشباب فاقدي الرعاية الوالدية.

وقال سرحان: “نحن نؤمن بأن دورنا لا يقتصر فقط على تقديم الغذاء، بل يمتد إلى خلق بيئة تمكينية حقيقية تدعم الشباب وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للاستقلال الاقتصادي والاجتماعي. التعاون مع جمعية سند هو خطوة استراتيجية نحو هذا الهدف، لأنه يجمع بين العمق الاجتماعي والحلول الاقتصادية المستدامة”.

وأشار سرحان إلى أن المشروع يستهدف تدريب وتأهيل 50 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و26 عامًا خلال ثلاث سنوات، عبر مسارات تدريبية تشمل المهارات الحياتية، والتدريب الفني، والتطبيق العملي داخل مشروعات غذائية قائمة بالفعل داخل دور الرعاية، بما يعزز من قدرتهم على الانتقال إلى حياة مستقلة.

تغيير حقيقي بمفاهيم الرعاية البديلة

من جانبها، أعربت عزة عبد الحميد، رئيس مجلس إدارة جمعية سند، عن سعادتها بالتعاون مع بنك الطعام المصري، مؤكدة أن البروتوكول يجسد الرؤية المشتركة بين الطرفين تجاه فئة الشباب فاقدي الرعاية الوالدية، قائلة:

“في جمعية سند، نؤمن بأن كل طفل، مهما كانت ظروفه، يملك القدرة على رسم مستقبله إذا ما حصل على الدعم الصحيح. هذا التعاون يمثل نقطة تحول حقيقية في مسارنا نحو تقديم نموذج متكامل للرعاية اللاحقة يمتد لما بعد سن الرشد”.

وأضافت أن المشروع يتبنى نموذجًا قابلًا للتكرار يجمع بين الدعم النفسي والاجتماعي من جهة، والتمكين الاقتصادي من جهة أخرى، بما يسهم في إصلاح منظومة الرعاية البديلة في مصر ويدعم التوجهات الوطنية نحو تنمية شاملة قائمة على الشراكة المجتمعية.

نقاش مفتوح حول التوظيف كجسر للاندماج

وعلى هامش الفعالية، تم تنظيم جلسة نقاشية بعنوان: “التوظيف كجسر لدمج الشباب خريجي دور الرعاية”، ناقش خلالها عدد من المتخصصين والخبراء أبرز التحديات التي تواجه الشباب بعد خروجهم من دور الرعاية، من بينها ضعف التأهيل الوظيفي، وعدم وجود شبكات دعم فعالة، والحاجة إلى استراتيجيات للرعاية اللاحقة تمتد لمرحلة الاستقلال.

عن الجهتين المتعاونتين

يُذكر أن جمعية سند هي واحدة من أبرز المنظمات العاملة في مجال الرعاية الوالدية البديلة في مصر، وتأسست عام 2008 لتقديم نماذج إنسانية متكاملة للرعاية والدعم النفسي والاجتماعي للشباب فاقدي الرعاية، حتى بعد تخطيهم سن الرشد، من خلال مشروعات ومبادرات قائمة على حلول عملية ومبتكرة.

أما بنك الطعام المصري، الذي تأسس عام 2004، فهو أول مؤسسة تنموية متخصصة في تحقيق الأمن الغذائي في مصر والمنطقة، وقد نجح على مدار أكثر من عشرين عامًا في الوصول إلى ملايين المستفيدين، من خلال برامج تغذية ومبادرات تمكين اجتماعي واقتصادي قائمة على الابتكار وتوسيع الشراكات الفعالة.

نموذج مستدام وقابل للتكرار

يمثل هذا التعاون نموذجًا حيويًا لتكامل الجهود بين منظمات المجتمع المدني في مصر، ويجسد رؤية واضحة لبناء مستقبل أكثر عدالة واستقرارًا لفئة من الشباب طالما وُضعت على هامش السياسات العامة، رغم امتلاكها لقدرات وإمكانات كبيرة. ومع تكامل الأدوار بين بنك الطعام المصري وجمعية سند، يُتوقع أن يشكل المشروع حجر أساس لنموذج وطني ناجح في الرعاية اللاحقة وتمكين الشباب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى