أخبار مصر

شباب وعمال مصر يوحدون الصفوف في الملتقى السنوي للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان

كتبت- هايدي فاروق

في حدث وطني استثنائي يعكس قوة المجتمع المدني المصري وتكاتفه مع النقابات العمالية، نظم مجلس الشباب المصري بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الملتقى السنوي للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بمناسبة مرور أربع سنوات على إطلاقها من جانب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في 11 سبتمبر 2021.

بيت العمال يحتضن بيت الحقوق

الملتقى انعقد في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، “بيت العمال المصري”، الذي يمثل ما يقارب خمسة ملايين عامل. كان الموقع معبرًا عن رمزية الحدث، فكما يمثل العمال ركيزة أساسية في عملية التنمية، تمثل حقوق الإنسان الركيزة التي لا غنى عنها لبناء الجمهورية الجديدة.

حضور متنوع ومشهد استثنائي

الملتقى شهد حضورًا مميزًا ضم رؤساء أحزاب سياسية وقيادات حزبية من مختلف التيارات، سواء موالاة أو معارضة، وممثلين عن المجالس الوطنية، وأكثر من 60 منظمة مجتمع مدني. كما شارك في الحدث رموز فكرية وأدبية وإعلامية من مختلف وسائل الإعلام، إضافة إلى تمثيل قوي للأشخاص ذوي الإعاقة من مختلف المحافظات، مما أبرز شمولية الحدث وتنوع أطرافه.

الشباب في قلب المشهد

منذ اللحظة الأولى لإطلاق الاستراتيجية، حمل مجلس الشباب المصري على عاتقه مهمة توطينها في المحافظات، من خلال برامج تدريبية وورش عمل وحملات توعية وصلت إلى آلاف الشباب والفتيات، لتعريفهم بمضامين الاستراتيجية ومبادئها وتحويلها من نصوص إلى ممارسات على أرض الواقع. وفي كلمته، شدد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، على أن مرور أربع سنوات يمثل فرصة لمراجعة التجربة الحقوقية وتقييم مدى تحقيق الأهداف، والبناء على ما تحقق لمواصلة الطريق.

العمال وكرامة العمل

من جانبه، أكد عبدالمنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أن الاستراتيجية الوطنية أحدثت نقلة نوعية في حماية حقوق العمال. مشيرًا إلى أن “كرامة العمل جزء لا يتجزأ من كرامة الإنسان”. وأوضح أن السنوات الماضية شهدت تطوير تشريعات العمل وتعزيز الحوار الاجتماعي وضمان الحقوق الأساسية مثل الأجر العادل والحماية الاجتماعية، ما يعكس التزام الدولة بترسيخ حقوق العمال.

منصة للحوار وتبادل الخبرات

الملتقى لم يكن مجرد احتفالية، بل شكل منصة وطنية لتقييم الإنجازات ومناقشة التحديات المقبلة، خاصة في الملفات المتعلقة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. المشاركون شددوا على أهمية توسيع نطاق المشاركة المجتمعية، وضمان شمولية الحقوق لكافة فئات المجتمع، وبالأخص الفئات الأكثر احتياجًا مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، المرأة، والشباب في المناطق الريفية والحدودية.

الربط بين الممارسة الديمقراطية والمسار الحقوقي

من أبرز محطات الملتقى كان إطلاق تقرير المتابعة الميدانية لانتخابات مجلس الشيوخ، في توافق رمزي مع ذكرى إعلان الاستراتيجية الوطنية. كما تم تكريم المئات من المتابعين الميدانيين وأعضاء غرف العمليات والباحثين الذين شاركوا في متابعة ورصد العملية الانتخابية، في إشارة إلى أهمية المشاركة الديمقراطية كجزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان.

توصيات وخطوات قادمة

اختتمت الفعالية بتوصية واضحة بضرورة تحويل الملتقى إلى تقليد سنوي لمراجعة ما تحقق من إنجازات، وتقييم التحديات، ووضع خطط عملية لتعزيز الشراكات الوطنية والدولية. وأكد المشاركون أن الجمهورية الجديدة التي يتطلع إليها المصريون، لن تكتمل إلا بترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وضمان أن يشعر المواطن بأن حقوقه مصونة وكرامته محفوظة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى