توقعت شركة جولد إيرا للتجارة والاستثمار في الذهب أن تشهد أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة المقبلة، لتتجاوز مستوى 3800 دولار للأوقية، مدعومةً بعدة عوامل أبرزها التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية، وتصاعد أزمة قروض الطلاب في الولايات المتحدة، والتي تهدد الاستقرار المالي والاستهلاكي.
وقال أسامة زرعي، رئيس قسم التحليل بالشركة، إن الذهب يُظهر إشارات فنية صعودية قوية هذا الأسبوع، متجاوزًا مرحلة التذبذب العرضي. وأوضح أن تجاوز مستوى 3430 دولارًا يمثل اختراقًا فنيًا محوريًا قد يدفع الأسعار نحو 3700 – 3800 دولارًا على المدى المتوسط.
وأضاف أن الأسواق تترقب نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) في 30 يوليو الجاري، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه أن يعزز جاذبية الذهب كأصل استثماري لا يدر عائدًا، مقارنة بالأصول الأخرى.
التوقعات الفنية للذهب:
- على المدى القصير:
يتوقع زرعي أن يتحرك الذهب باتجاه 3430 دولارًا، مع دعم فني عند مستويات 3350 و3335 دولارًا.
أما في حال كسر 3300 دولار هبوطًا، فقد تدخل الأسواق في حالة من الترقب. - على المدى الطويل:
تشير التقديرات إلى إمكانية صعود الذهب نحو 3700 ثم 3800 دولار، وقد يمتد الصعود إلى 4000 دولار خلال الفترة ما بين سبتمبر وأكتوبر 2025.
أزمة قروض الطلاب الأميركية تدعم ارتفاع الذهب:
بحسب تحليل “جولد إيرا”، تسهم أزمة قروض الطلاب بشكل مباشر في دعم أسعار الذهب، إذ تواجه نحو 45 مليون أميركي صعوبة في السداد، مع بلوغ معدل التعثر 24%، وهو ما يُعد أعلى من نسبة التعثر التي سبّبت أزمة الرهن العقاري عام 2008 (أقل من 10%).
وكشف تقرير حديث صادر عن Apollo Global Management أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى خفض التصنيف الائتماني لأكثر من 11 مليون مواطن أميركي، ويضعف القدرة الشرائية في السوق، خاصة في السلع الاستهلاكية الكبرى مثل السيارات والأجهزة المنزلية.
استقرار مراكز كبار المتعاملين:
وفقًا لتقرير لجنة تداول السلع الآجلة (COT):
- المراكز الطويلة لإدارة الأموال انخفضت إلى 45.4%
- المراكز القصيرة تراجعت إلى 16.3%
هذا الاستقرار يشير إلى توازن في المزاج الاستثماري دون ميل واضح نحو البيع أو الشراء، وهو ما يُعزز احتمالات الصعود في ظل التغيرات الاقتصادية الكبرى.
الذهب كملاذ آمن في بيئة اقتصادية مضطربة:
في ظل مؤشرات التيسير النقدي المحتمل، يبرز الذهب كأحد أهم الأدوات الاستثمارية الآمنة، خاصة مع زيادة التقلبات في الاقتصاد الأميركي وضعف الطلب المحلي. وتشير “جولد إيرا” إلى أن أي تخفيض للفائدة أو تيسير كمي قادم سيُعزز الطلب على الذهب بشكل كبير.
