
صرّح محمد فؤاد، المتخصص في ملف التنميه والتطوير العمراني ، وعضو جمعية رجال الأعمال المصرية البريطانية، أن عددًا كبيرًا من جلسات النقاش العقارية يُعقد حاليًا بمشاركة نخبة من المطورين، المستثمرين، شركات الاستشارات الإنشائية، وشركات التمويل، بهدف مناقشة التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه قطاع العقارات في مصر.
وأوضح أن أبرز المحاور المطروحة تتعلق بوجود فقاعة عقارية محتملة، وتأثير انخفاض قيمة الجنيه، إلى جانب استمرار معدلات التضخم المرتفعة، وما نتج عنه من ضغوط على تكاليف البناء وندرة حلول التمويل.
فقاعة أسعار وتضخم وتمويل مُقيَّد
أضاف فؤاد أن الأعباء الاقتصادية الحالية تُثقل كاهل سوق الإسكان، حيث أصبحت تكاليف البناء مرتفعة بشكل متصاعد، بينما يزداد صعوبة التمويل العقاري نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، مما يجعل من شبه المستحيل على شريحة كبيرة من المواطنين تحقيق حلم التملك، بل وحتى تلبية احتياجات السكن الأساسية.
وأشار إلى أن هذه الأزمة المركّبة لا يمكن معالجتها إلا بتحركات جادة وحلول مبتكرة، إذ أن الجمود قد يُفاقم الوضع ليصل إلى نقطة اللاعودة.
أزمة جديدة تطفو على السطح: المبيعات في مهب الريح
استكمل فؤاد حديثه بالتأكيد على أن هناك تحديًا آخر لا يقل خطورة، وهو التدهور الملحوظ في أداء قطاع المبيعات العقارية، والذي يُعد العمود الفقري لنجاح أي شركة تطوير.
وذكر أن الظاهرة باتت واضحة خاصة مع دخول جيل Z إلى سوق العمل، وهو الجيل المعروف بطموحه للاستقلال المالي السريع، وتنقله المستمر بين الشركات بحثًا عن مزايا مادية وساعات عمل مرنة.
جيل جديد… عقلية جديدة… وشركات غير مستعدة
أشار فؤاد إلى أن أفراد هذا الجيل يتمتعون بخبرة تقنية عالية، وقدرة على تعدد المهام، مع تطلع دائم للتطور السريع، لكن هذا يصطدم أحيانًا بعدم جهوزية الشركات العقارية لاستيعابهم وتأهيلهم بالشكل المناسب.
في المقابل، أوضح أن دخول عدد من شركات المقاولات الصغيرة والمتوسطة إلى سوق التطوير العقاري ساهم في تفاقم الأزمة، خاصةً وأن بعضها يوظف كوادر مبيعات غير مدرَّبة أو عديمة الخبرة في مناصب حساسة.
إنذار مبكر: فرق المبيعات قد تُهدد استقرار الشركات
اختتم فؤاد تصريحه بالتأكيد على أن بعض شركات التطوير العقاري بدأت تدفع ثمن التسرّع في بناء فرق المبيعات، إذ إن تراجع الكفاءة أدى إلى نتائج ضعيفة على مستوى الأداء التجاري.
وشدّد على أن معالجة هذا الملف باتت ضرورة عاجلة، لأن مستقبل السوق العقاري المصري لن يُبنى فقط على الأراضي والمباني، بل على العنصر البشري المؤهل القادر على تسويق وبيع الحلم العقاري باحترافية واستدامة