
صرح المعماري الاستشاري الدكتور مهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة “MTA”، إن فن تصميم المساجد يمر حاليًا بمنعطف معماري عميق، حيث لم يعد المطلوب هو استنساخ القباب والمآذن، بل إعادة إحياء الجوهر الروحي والمعنوي للمسجد من خلال لغة معمارية عصرية تُعبّر عن روح الإسلام واحتياجات الإنسان المعاصر.
وأوضح طلعت أن بعض المساجد الجديدة، رغم فخامتها وزخارفها، تفتقر للسكينة والخصوصية الروحية، مؤكدًا أن المعماري يجب أن يُراعي في تصميم المسجد أن يكون “ملاذًا روحيًا ومكانًا للارتقاء الداخلي”، لا مجرد تحفة بصرية.
وأشار طلعت ؛ إلى أن هناك حاجة إلى العودة لفهم أعمق لمعاني الفراغ والظل والنور والحركة داخل المسجد.
وأضاف طلعت ؛ بأن كل عنصر في المسجد يجب أن يُساهم في تهيئة النفس للصلاة، من مدخل بسيط يُمهّد للخشوع، إلى ضوء طبيعي يدخل في لحظة مدروسة، إلى تدرج في الانتقال من عالم الخارج إلى قدسية الداخل.”
وذكر طلعت أن مشروعه في تصميم “مسجد مصر” بالعاصمة الإدارية الجديدة كان تحديًا من هذا النوع، حيث مزج فيه بين الإبهار العمراني والرهبة الروحية، مضيفًا أن الهوية الإسلامية ليست فقط في النقوش والزخارف، بل في فلسفة الفراغ وصدق الوظيفة.
واستكمل طلعت ؛قائلًا: المسجد ليس متحفًا للزخرفة، بل فضاء حيّ يرتبط بحياة الناس، يعكس روح العصر دون أن يتنازل عن جذوره. المطلوب اليوم هو عمارة مسجدية تعيد توازن الإنسان في عالم مضطرب.”
واختتم د. طلعت تصريحه قائلًا “المعماري الذي يُصمم مسجدًا لا يرسم جدرانًا فقط… بل يُصمم تجربة روحية خالدة. هذه مسؤولية كبرى لا تحتمل التقليد أو السطحية.