النوم سلطان، فماذا عن الموت؟.. هل هو النهاية أم الخلاص؟ الضوء أم العتمة؟ العذاب أم السكينة؟.. وأنت حبَّبتَ إلينا الموت.. جعلته أنيقًا وفاتنًا، حتى تعلّقنا به.. وبك.
التفوق في السرد ليس بالضرورة قوةً في المنطق، لكنك أيها السارد العظيم تدسُ الحُجة في سِحر البيان.
الموت، مصعدٌ لا يعرف إلا اتجاه الصعود. وأنت ارتقيتَ. حملتَ لوحة الألوان وتركت لنا الأسود، يغلفُ قطارًا لا يكفُ عن التوقف عند محطات البكاء.
صعدتَ، وتركتنا هنا، نتتبعُ طيفك، ونحن غارقون في الشقاء.. قبل رحيلك بدمعتين، كان أنينك يهشم أضلعنا، وألمك المضاعف ليل نهار يُذكِّرنا بما يُضيّعه منا مرور الزمان.
في أوقات العزاء، نفكِّرُ في حيلةٍ للاختباء من هذا التداعي الحُر للزمن.. لو كنتُ أعرفُ أنّكَ ستفردُ جناحيك، لكانت بيننا مكالمةٌ أخيرة.
يا محمد..
أردنا فقط أن نحِبَّك، ما الذي يضير الآخرين في ذلك؟
ما زال الشتاء في أوله.. لماذا أنهيته بدمعة؟
كنوزنا القديمة الآن هي جلسات احتساء الشاي، وحكايات الشغف، وتجليات السفر، وامتشاق سيوف الكلام. والشكوى من أعراض الاكتئاب.
هل انتهى حقًا حديثنا المسترسل عن تحولات الزمن عند القديس نجيب محفوظ، وهول الموت في “انتفاضة المشانق” لترافن؟
يا محمد..
في الفجر شعاع واحد، أصله قنديلك أيها النائم المطمئِن.
اقرأ أيضًا : د. ياسر ثابت يكتب : إعلان الحرب على الشرفة!