
كتبت- هايدي فاروق
في إطار حرصها على تسليط الضوء على قضايا النشء وأدب الناشئة، عقدت الكاتبة الصحفية د. عزة بدر – نائب مقرر لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس الأعلى للثقافة – جلسة جديدة من سلسلة “تواصُل” الفكرية الشهرية، تحت عنوان: “قصص الناشئة.. أدب اليافعين: أساليبه، أدواته، وقيمه”.
تناولت الندوة قضايا أدب اليافعين باعتباره أداة محورية في تشكيل وعي الجيل الجديد، من خلال مناقشة الأعمال الأدبية الموجهة للفئة العمرية ما بين الطفولة والمراهقة، والتحديات التي تواجههم في ظل التغيرات التكنولوجية والاجتماعية المتسارعة.
وشارك في الندوة نخبة من المتخصصين في مجالات التربية وأدب الطفل والنقد الأدبي، بينهم:
- د. محمد المفتي – أستاذ العلوم التربوية، جامعة عين شمس
- د. حنان إسماعيل – مدير عام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
- الشاعر ياسر عبد الرحمن – شاعر وناقد أدبي
- الكاتبة ياسمين مجدي – روائية ومديرة تحرير سلسلة “ثلاث حواديت” بهيئة الكتاب
كما تضمن اللقاء قراءات إبداعية ونقدية لعدد من الأعمال القصصية الموجهة لليافعين، منها:
- قصة من مجموعة الكاتبة إيمان سند
- “عمود النور” للكاتب جلال الصياد
- “بائعة الخبز الصغيرة” لـ ثريا عبد البديع
- قصيدة شعرية للناشئة من تأليف د. رجاء علي
وخلال الجلسة، شدّد المتحدثون على أهمية معالجة أدب اليافعين لقضايا واقعية ومعاصرة، وتقديم شخصيات نموذجية تُغرس من خلالها القيم الأخلاقية، مع الابتعاد عن تصوير الشخصيات السلبية بصورة جذابة أو كوميدية.
كما استعرضت الكاتبة ياسمين مجدي تجربة سلسلة “ثلاث حواديت” الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي قدمت أكثر من 20 إصدارًا ثريًا في موضوعاته وأسلوبه، من بينها:
- قصة عن مدينة خيالية بألوان غامضة للكاتب محمد عرفة
- قصص من رأس البر للكاتبة عفت بركات
- مغامرات نهر النيل للكاتب عصام مهران
- “رسائل” حول التنمر للكاتبة منال عزام
- وموضوعات علمية شيقة عن الفضاء والكائنات الفضائية كتبها د. هشام عباس، الحائز على جائزة المركز القومي لثقافة الطفل
وأوضحت أن السلسلة ركّزت على موضوعات الهوية، وذوي الهمم، والحروب، وتأثيرها على الأطفال، من خلال قصص تُعزز من روح الأمل والمقاومة والتحدي.
من جهتها، تناولت د. حنان إسماعيل دور الأسرة في توجيه الأبناء نحو الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، محذّرة من مخاطر “الدارك ويب” والعنف الرقمي، ومؤكدة أهمية تنظيم وقت الطفل بين الأجهزة الذكية والأنشطة المفيدة.
وفي السياق نفسه، أشار الدكتور محمد المفتي إلى تأثير الدراما في الترويج للعنف بين اليافعين، مؤكدًا ضرورة معالجة تلك الظواهر من خلال محتوى تربوي راقٍ يعزز القيم الإنسانية.
أما الشاعر والناقد ياسر عبد الرحمن، فعدّ أدب اليافعين “الأدب الجسري” بين الطفولة والنضج، مشددًا على أهمية إنتاج محتوى عربي عميق يُخاطب هذه الفئة، خاصة في ظل اهتمام دولي متزايد تجلّى في مسابقات مثل “كتارا لأدب اليافعين” ومبادرات عربية كبرى شهدت مشاركة ملايين القراء.
واختتمت الجلسة بتوصيات تؤكد أهمية تطوير المناهج الدراسية، والاهتمام بالمواكبة التربوية لأدب الناشئة، وتحفيز الكتاب والأدباء على طرق أبواب هذا النوع الحيوي من الأدب.
وشهدت الندوة عرضًا موسيقيًا للفنان محمد فوزي حسن بعنوان “تواصُل”، كما قدّم الطالب نور الدين طارق من معهد الكونسرفتوار فقرة موسيقية لاقت تفاعلًا واسعًا من الحضور.