منذ فجر التاريخ ومصر ولدت عظيمة .. أبدا لم تفقد مكانتها وتأثيرها على مر العصور .. أبدا كان لها مع الإنجازات والإبداعات والمعجزات آية ..
وتوالت المعجزات والآيات مع تعاقب السنين إلى يومنا هذا .كل هذا دار بخلدي ونطق به لساني وأنا أقف على الضفة الغربية لقناة السويس أمام النقطة الأولى التي عبر منها جيشنا العظيم القناة في ٦ أكتوبر ١٩٧٣ محطما خط بارليف ومحققا نصرا كاسحا على إسرائيل في أيام معدودة وأعاد النصر لمصر كبرياءها وللعرب كرامتهم في وقت تداعت فيه الأمم على كل ما هو عربي .
حتى كان لمصر القول والفعل والنصر العظيم ، بكل أمانة شعرت بالفخر والكبرياء وأنا أبحر في القناة التي شقها المصريون بطول ١٩٣ كيلو متر وعرض ٤٠٠ متر وعمق ٢٤ مترا – في عشرة أعوام – قبل ١٥٠ عاما وعبروها قبل ٤٩ عاما وشقوا في عام واحد قناة جديدة بطول ٧٢ كيلو مترا وعرض ٤٠٠ متر وعمق ٢٤ متر ا قبل ٧ أعوام لتبقى قناة السويس واحدة من المعجزات التي ينسب إلى المواطن المصري براءة اختراعها ..
الحقيقة أذهلني كم المشروعات العملاقة التي تفجرت حول قناة السويس الجديدة وأذهلني أنفاق تحيا مصر التي تجري تحت القناة على عمق يقترب من ال ٥٠ مترا وبطول يقارب ٥ كيلو متر ونصف وأذهلني الشباب الذي يعمل في هذه المشروعات العملاقة بما لديهم من علم وخلق وحماس ووطنية وأذهلني أسلوب إدارة قناة السويس على أسس علمية من خلال الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس ومن معه من رجال القوات المسلحة البواسل ..
الحقيقة أدركت في هذه اللحظة أنه على قدر العمل والبناء والتنمية الجادة والمستدامة – التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر من الجنوب للشمال ومن الغرب إلى الشرق- يغضب الفاشلون والرجعيون والمتآمرون ..
أدركت لماذا يتربص أعداء الوطن بنا ولماذا يقزمون الإنجازات ولماذا يدعون الشائعات ولماذا يشتتون تركيزنا بسفاسف الأمور ، ولماذا وألف لماذا .. حفظك الله يا مصر وأدام عليك العزة والمنعة والرفعة .
يذكر أن جودة أبو النور هو كاتب صحفى شهير بمؤسسة الأهرام العريقة.
