منوعات

مصطفى حامد يكتب : بناء العمل الأدبي

عادة العمل الأدبي يحتوي على (تمهيد – وسط – نهاية).. التمهيد يدخل القارئ فى جو العمل.. والوسط يثير مشاعر القارئ فمثلا يتعرض البطل لموقف مؤلم فيتعاطف معه القارئ.

والنهاية تفرغ تلك المشاعر فمثلا يتخلص البطل من تبعات ذلك الموقف المؤلم فيرتاح القارئ وتهدأ مشاعره.

وهذه الثلاثية موجودة بصورة او اخرى فى كل الاعمال الأدبية سواء مقروءة كالرواية او القصة القصيرة او حتى القصة الومضة بل وفى الشعر وايضا المقالات او مرئية فى المسرح او السينما او التليفزيون ولعلها مطبقة حتى فى الموسيقى.

وحتى لو بدأ العمل الأدبي من نهاية الاحداث – Flash back – فان هذا يكون هو التمهيد ثم تمضى الرواية على نفس النسق.

ولو تعددت الاصوات فان الصوت الاول عادة يتضمن التمهيد العام ورواية كل صوت يكون لها نفس النسق
فالفكرة هى ادخال القارئ بصورة ما واثارة انفعاله ثم اخراجه بعد تهدئة انفعالاته ليعود الى حياته العادية “بسلام”

ومسرحيات شكسبير تتضمن عادة مشهدا نهائيا يعلق على ما حدث ويهدئ “اعصاب” المشاهدين.. ولعل الجزء الخاص باخراج القارئ أو المشاهد هو ما يحدث فيه “التطهير” الذى تحدث عنه ارسطو.

واذا نظرت لقصائد المعلقات او قصائد احمد شوقي تجدها تتبع نفس النسق وهذا البناء اتبعه الادباء الناجحون دون قصد او تخطيط ولكنهم وجدوا ان العمل هكذا يصبح جميلا فى احساسهم ككتاب وعندما تنجح اعمالهم لدى القراء يستنتج النقاد تلك القاعدة وينصحون بها الكتاب الآخرين.

اذن اللاوعي – البرامج الجمالية الابداعية – اوحي للكتاب الناجحين بذلك الاسلوب لتحقيق الجمال
ولكن هل هو ملزم؟ الملزم هو الجمال.. فاذا توصل كاتب لاسلوب اخر جديد يحقق الجمال فانه سيصير مقبولا منه اولا ثم من القراء والنقاد.

لكن الجمال لا يتحقق من مجرد تطبيق هذه القاعدة فهذه القاعدة هي الهيكل العظمي للجمال الفني
اما اللحم والدم فتفصيلات فسيفسائية يصنعها اللاوعى بالتعاون مع الوعي بصورة لا يمكن وضعها فى قوالب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى