حلّ الإعلامي أسامة كمال، عضو الهيئة الوطنية للإعلام، ضيفًا على برنامج “الصنايعية” في ختام حلقاته لعام 2024، والتي تناولت قضية التحديات والفرص في صناعة المحتوى الإعلامي في عصر التكنولوجيا.
وتمحورت الحلقة حول كيفية مواجهة التحديات المتزايدة في ظل التحولات الرقمية، حيث أصبح لكل فرد منصة إعلامية خاصة يعبر من خلالها عن رأيه دون رقابة أو تنظيم.
وأكد أسامة كمال أن الرقابة الحكومية تمثل أحد أكبر التحديات أمام حرية الإعلام، كما أكد أن منصات التواصل الاجتماعي تُعد سلاحًا ذا حدين، فهي تهدد الإعلام التقليدي لكنها أيضًا مكملة له. كما أشار إلى أن الإعلام المحلي يعاني من صعوبة في جذب التمويل الكافي، مما يضعف قدرته على تقديم محتوى متنوع ومنافس.
انتقل الحوار إلى مناقشة قرارات المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للإعلام، التي تضمنت منع استضافة “العرافين وقارئي الفنجان” في البرامج التلفزيونية. وصف كمال هذه القرارات بأنها “مطلوبة”، معتبرًا أنها خطوة لتنظيم المحتوى والارتقاء بذوق المشاهد، لكنه أعرب عن قلقه من لجوء هؤلاء الأشخاص إلى منصات التواصل الاجتماعي، مما يُعقّد المشكلة.
كما تناول أهمية وضع ضوابط صارمة للبرامج الدينية والتركيز على تقديم محتوى هادف بعيدًا عن المشاهدات السطحية. واستشهد بمواقف شخصية له من الماضي، حيث كان يدعو إلى وقف استضافة هذه الفئات في الإعلام.
و دعا كمال إلى ضرورة إنتاج برامج موجهة للأطفال كجزء من شروط الترخيص للقنوات العامة، مشيرًا إلى أن الإعلام الدولي يخصص ساعات يومية لهذا النوع من المحتوى، و انتقد الأسلوب التقليدي لبعض برامج المرأة التي وصفها بأنها تساهم في “خراب البيوت” بدلًا من تقديم محتوى مسؤول.
وحول تأثير الإعلام التقليدي أكد كمال أن الإعلام التقليدي ما زال مؤثرًا، لكنه بحاجة إلى الابتكار لتجنب منافسة منصات التواصل الاجتماعي.
ردًا على سؤال حول الحاجة إلى الجرأة في تناول الموضوعات، أشار كمال إلى أن الجرأة ضرورية للإعلام الناجح، شريطة أن تكون محسوبة. وأكد أن الإعلام يجب أن يعكس ما يدور في أذهان الناس ويتناول القضايا التي تشغلهم، مما يعزز مصداقيته ويعيد ثقة الجمهور.
وشدد الإعلامي أسامة كمال على ضرورة إصدار اللوائح التنفيذية لقوانين حماية البيانات، موضحًا أن غياب هذه اللوائح يُضعف ثقة المؤسسات الدولية في الاستثمار بمجال تخزين البيانات في مصر، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة.
وفي نهاية اللقاء أكد الإعلامي أسامة كمال على أهمية العمل المشترك بين الجهات التنظيمية والإعلاميين لتطوير المحتوى الإعلامي، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري يمتلك الإمكانيات اللازمة لاستعادة ريادته إذا ما تم استثمارها بشكل صحيح.