منوعات

د. محمد فتحى يكتب: بهاء طاهر الذى لا نعرفه!!

في مقدمة (خالتي صفية والدير) يحكي بهاء طاهر عن حبه للحكايات بسبب والدته .. أسأله في أول لقاء لي معه عن هذه الوالدة العظيمة .. تدمع عيناه وهو يحكي .

كان قد تعدى الستين ولازال يحن إليها ويبكي لذكرها. قابلته بعد أن تخطى السبعين وسألته عنها فدمعت عيناه وحكى بنفس الحنين، بل أكثر .. وبمحبة تكبر مع الزمن رغم البعد .

قابلته بعد أن تخطى الثمانين عامًا وسألته عنها فدمعت عيناه وهو يحكي . لم يكن ينسى وأثر الحنين لديه لا يزول والمحبة لا تفنى ولا تستحدث من عدم .

في اعتصام المثقفين ضد الإخوان كان بهاء طاهر حاضرًا رغم ظروفه الصحية والعصا التي يتوكأ عليها، وكنت وقتها أقدم فقرة عن الكتب في القاهرة اليوم مع الراحل عزت أبو عوف والصديقة العزيزة شافكي المنيري .. وكانت الصورة الأبرز التي اخترت أن أعرضها للجميع صورة المثقفين وهم يصلون الجمعة في ساحة اعتصامهم في الوزارة .

المثقفون الذين أشاع الإخوان أنهم كفرة وزنادقة وملاحدة ولا يريدون لشرع الله أن يسود . يومها قلت : هي صدمة بالفعل لمحمد مرسي أن بهاء طاهر ورفاقه ( يعرفوا ربنا ) ..

ولم يرجع بهاء طاهر إلا بعد 30 يونيو .. منذ سنوات قامت ( حفلة حقيرة) على الأستاذ بهاء لرفضه التعقيب على أحكام القضاء في إحدى قضايا النشر .. كان كعادته لا دخل له بأحكام القضاء أيًا كانت، وكان ناشر تصريحاته ليس بالشخص الأمين، وهكذا تم ( التحفيل ) عليه بأسلوب فج لا يتناسب أبدًا مع قيمته، في تصفية حسابات سياسية في المقام الأول ..

أحببت بهاء طاهر وروحه ودماثته وتواضعه. أحببت مقابلات ديوان وقعدة القهوة أسفل منزله في الزمالك ومناداته الى (فلفل) في كافيه ريش حين كان يدعونا إليه.

أحببت حرصه على التواصل مع الأجيال الجديدة وإشادته بي حين قرأني وامتنانه الصادق يوم احتفينا بفوز البوكر به.

أحببت ( نقطة النور) التي أرشدتني إلى ( الحب في المنفى) وقت ( قالت ضحى) : (بالأمس حلمت بك )، وعلى الرغم من اسم شرق النخيل الذي أحبه الأستاذ بهاء، فقد كنت أفضل الاسم الذي اختاره لويس جريس حين نشرها مسلسلة في صباح الخير فجعل عنوانها ( لو نموت معا)، ليضحك الاستاذ بهاء ويقول : ما انت أصلك رومانسي يا محمد .. وعموما انا نزلتها بالاسمين مع بعض . كان أول لقاء لي به في أتيليه القاهرة وقت أجريت معه حوارًا رائقا ، ، وشرفت حين لبى دعوتي للظهور تليفزيونيا وقت كان محتجبًا ليقدم حلقة رائعة كعادته..

أحببت احتفاء الرجل بزملائه، وإعجابه بالبساطي حين كتب في مقطع من قصته : “لم يحدث شئ”، وفي المقطع الثاني : ” “حدثت أشياء”.. أحببت إعجابك وصداقتك لمحمود مرسي وحكاياتك عنه وقت عملتما معا في البرنامج الثقافي، ورؤيتك له في دور الباشكاتب في نقطة النور، وهمسك اي بشر ( شلة المحلة) التي كانت تشاكسك بين الحين والآخر .. أحببتك يا بهاؤنا الطاهر لأن مثلك لا يستقيم ألا يحب .. يا حبيبي يا أستاذ بهاء .. إلى لقاء آخر قريب بإذن الله. أسأل الله أن يمتعك بجنته، وأن تجد في جواره كل الحب الذي تستحقه.. وداعًا يا بهاء الرواية العربية .. ” إنا لله وإنا إليه راجعون ”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى